كان إدوارد محاربا، وها هو ذا اليوم يجد شيئا يجب أن يحارب من أجله؛ لذلك لم يزده غضبهما وتهديدهما وحججهما ورجاؤهما إلا عنادا وإصرارا على أن يتخذ اليصابات ودفيل لا زوجة فقط، وإنما ملكة متوجة.
وأخبرهما بذلك في صراحة قاسية.
ولما كان وارويك سياسيا محنكا، فقد أدرك أنه غلب على أمره، وأن أحسن ما يصنع في هذه الحالة هو أن يصل إلى خير النتائج من الحالة الراهنة.
أما الملكة «سيس الفخورة» فما كانت لتسلم بالهزيمة، وقالت لابنها ثائرة: لا يمكن أن تجعل منها ملكة بحال من الأحوال؛ إن هذه المرأة لا يجري الدم الملكي في عروقها.
وقال لها الملك في برود: إن هذا القول من اختصاص علماء الأنساب، وسأطلب منهم الاجتماع للبحث عن هذا الدم الملكي في أجدادها.
الملكة
وأمر الملك باجتماع علماء الأنساب، فاجتمعوا وجدوا في البحث حتى تمكنوا من تحرير قائمة طويلة فيها أسماء أعضاء أسرة اليصابات ودفيل، وتمكنوا في النهاية من الوصول إلى ما يثبت انتسابها إلى أصل ملكي.
كان إدوارد قد تزوج من اليصابات في أوائل عام 1464؛ ففي أواخر العام سار الاثنان من جديد إلى المذبح في كاتدرائية ريدنج وهما في أبهة الملك والعظمة، وعلى مرأى من اللوردات وعظماء المملكة، وعلى درجات سلم هذا المذبح قاد الملك إدوارد زوجته اليصابات ودفيل، فتاة الغابة المجهولة، إلى حيث تلقت تاج الملكة، وحيث قدم لها النبلاء فروض طاعتهم.
وكانت اليصابات في نفس ذلك الوقت تقرأ في عيني زوجها، حين نظرت إليه، جميع فروض الطاعة والخضوع التي يسر بها قلب المرأة.
ماري ملكة اسكتلندا واللورد بوثول
Неизвестная страница