وقيل بعد ذلك: إنها تزوجت من المسيو أنتونيانو الذي كان الياور الخاص للملك كارول، وأن الزواج قد تم في المفوضية الرومانية في فيينا، طبقا للطقوس الدينية المسيحية الأرثوذكسية، وأن شاهدي الزواج كانا محافظ بوخارست وأحد ضباط الجيش الروماني العظام.
ولما كان المسيو أنتونيانو من أمهر حملة السيف في رومانيا، فقد خرست الألسنة التي طالما تكلمت عن مدام ماجدا لوبيسكو؛ لما عرف أصحابها أن المتكلم عن ماجدا بعد ذلك إنما يتكلم عن مدام أنتونيانو المبارز المشهور.
في فرنسا
وفي أوائل عام 1936، سافر بعض الملوك إلى لندن للاشتراك في تشييع جنازة المرحوم جورج الخامس، وكان من بين الذين سافروا الملك كارول؛ نظرا للصلات القائمة بين الأسرة المالكة في إنجلترا والأسرة المالكة في رومانيا عن طريق الملكة الوالدة ماري في رومانيا.
وانتهز الملك كارول فرصة عودته عن طريق باريز والتقى بالسيدة ماجدا لوبيسكو، وكان لم يرها منذ أن سافرت إلى فيينا، وقضى الملك كارول عطلة نهاية الأسبوع معها بعيدا عن باريس وصخبها بما يزيد عن مائة وعشرين ميلا، ولم يصحب معه في هذه الرحلة سوى اثنين من أشد أخصائه إخلاصا له، وترك باقي رجال الحاشية في باريز.
مدام ماجدا لوبيسكو.
واحتاطت الحكومة الفرنسية لهذه الزيارة؛ فأحاطت القصر الريفي الذي نزل فيه الملك مع مدام ماجدا لوبيسكو برجال الحرس الذين كانوا يمنعون أي شخص من الاقتراب، كما أنها أرسلت ستة من أمهر رجال البوليس السري لكي يتبعوا الملك ليل نهار ما دام في داخل الحدود الفرنسية. وقد لاقى هؤلاء المساكين أعظم المشاق في سبيل أداء واجبهم على الوجه الأكمل؛ وذلك لأن الملك أصر على أن يكتم عنهم خبر رحلته إلى الريف الفرنسي مع السيدة ماجدا لوبيسكو.
ففي اليوم الذي حدده الملك لانتقاله إلى الريف، خرج في منتصف الساعة الثانية بعد الظهر تاركا وزراءه يوقعون على اتفاقية تجارية مع الحكومة الفرنسية، وارتدى هو بذلة عادية، ووضع ملفعة حول عنقه، ثم غادر الفندق من بابه الخلفي، وركب سيارة أحد أصدقائه، وكانت تحمل رقما إنجليزيا.
واعتقد الملك أنه تخلص من رجال البوليس السري، ولكن لم تمض عليه دقائق وهو في الطريق حتى رآهم قد لحقوا به؛ فأرسل إليهم كبير أمنائه يقول لهم: إن جلالة الملك يكون شاكرا جدا لو أعفيتموه من متابعته اليوم؛ وذلك لأنه يريد أن تبقى رحلته هذه سرا خاصا.
وكان هذا كل ما يتمناه رجال الشرطة، ولكن الأوامر التي صدرت إليهم كانت صريحة لا تقبل التأويل، فأصروا على متابعة الملك إلى حيث التقى بمدام ماجدا لوبيسكو، وكانت تضع حجابا كثيفا على وجهها.
Неизвестная страница