Быстрый рейд для отражения авангарда
الغارة السريعة لرد الطليعة
Жанры
الاعتماد على كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى من اعتماد كلام المترجم، وخصوصا والمترجم لم ينف علم علي عليه السلام بغير تلك الأحاديث، إنما ذكر ما بلغه عنه وسكت عن نفي العلم بغيره، فمعارضة الحديث بكلامه ظلمات بعضها فوق بعض. ولو لم يكن قد ورد في سعة علمه عليه السلام ما ورد، لكانت معرفة تاريخه تدل على بطلان هذا الحصر، لأنه عليه السلام صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا وعشرين سنة، ولازمه ملازمة الولد لأبيه، وهو مع ذلك في شبابه، وكمال قوته، وقوة حواسه، وكمال قواه الباطنة، عقله وفهمه وحفظه، وكمال حرصه على العلم بالدين، لقوة باعث الإيمان على معرفة الدين، فإذا فرقنا حساب أحاديثه التي ذكرها المترجم، كان للسنة خمسة وعشرون حديثا، وزاد في رأس الثلاث والعشرين السنة حديث واحد، وإذا كان للسنة خمسة وعشرون حديثا، كأن للشهر حديثان، وزاد في رأس السنة حديث واحد، فهل يتصور عاقل منصف سليم القلب من تلبيس النواصب محرر لفكره، أن لا يكون يعلم من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أقواله وأفعاله، وتروكه وتقريراته في العبادات، والمعاملات والغزوات، والسيرة وأخبار الماضين، وأخبار ما سيكون والمواعظ، والحكم والآداب، والكتب والرسائل، والقضاء، وغير ذلك لا يعلم في الشهر إلا حديثين ونصف سدس حديث، وجزء من الحديث الزائد في رأس ثلاث وعشرين سنة هل يتصور هذا منصف ؟!!! ونحن نشاهد من يجالس عالما من صغار العلماء لا يكاد يمر يوم واحد إلا ويستفيد منه فائدة واحدة على الأقل، فكيف بمن يلازم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المؤمنين الحراص على معرفة الدين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأين بركات النبوة ؟!! أكان علي أصم لا يسمع، أم أعمى لا يرى، أم لم يكن يعقل ؟!! أم النواصب يحسبونه من الذين قال الله فيهم: { ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم } [محمد:16]. لا والله إنه من الذين قال الله فيهم: { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } [محمد:17]. بل التحقيق أن القوم سدوا عن أنفسهم باب مدينة العلم بالجرح في أصحاب علي عليه السلام، كما هو مذكور في مقدمة صحيح مسلم عن مغيرة وغيره، وبالجرح في أصحاب ذريته، وبترك الملازمة لأهل البيت في عهد الأموية والعباسية ، وانضاف إلى ذلك قلة الرواية عن علي عليه السلام في عهد يزيد ومن بعده من الغلمة، الذين كانت على يديهم هلكة الأمة، كما حققناه في الجواب على رياض مقبل، ومن عرف تاريخ الأموية وجدهم واجتهادهم في طمس معالم أهل البيت، وصرف الناس عنهم كما هو مقتضى السياسة، لم يستبعد خوف الناس من الرواية عنهم، وإن ذلك كان سببا لقلة حديثهم عند العامة، فكيف يجعل مقبل كلام المترجم الحاصر لحديث علي عليه السلام دليلا على قلة علمه ؟!! إن هذا لا يقوله إلا جاهل أو متجاهل !!!!
قال مقبل (ص 152): ولسنا نحسد أمير المؤمنين على ما أعطاه
الله من النظر الثاقب، والرأي الصائب، والفهم الصحيح، ولكنا نريد أن نبين للناس الأحاديث الموضوعة.
والجواب وبالله التوفيق: قال ابن حجر في شرحه على البخاري (ج)
Страница 188