اكن شريف الكلمة، شريف الهمة، اخا الجكمة، لا تمط نقاب الجكمة بالوهم، وتعمل كالفيلسوف الذي جرد الجيمة عن شرفها، إذ كساها باسم الفلسفة غير كسوتها !
أجل، كن حكئما وانطق بالحشمة، وإياك والتفلسف، فإن منه طرق وهم تذفع إلى غير سيل الصواب، توسع طائف الخيال في مجالات التنقيد(1)، والتطرق بما لا يقف به العقل، طلبا لزبدة المطلب، والقصد على ما هو عليه حسن، ولكن جرد كلام الفيلسوف للسامع من كلمة الحق باطل نفس المتكلم، قصد بالمجرده عن الجكمة، وجرد كلام من ظن به الخير من كلمة الباطل حق حسن الطن، فربطه حسن الن بهذرته، فيا ليت الفيلسوف طمس با طل نفسه، ولزم الجكمة فقام لها، وقال بها، ونفع الناس، وليت من ظر به الخير محق باطل نفسه(2) فأخذ بحبل الحكمة، وغسل صحيفة سره من زوره وبهتانه، وتمسك بأذيال الحكماء، فانتفع بهم، ونفع بعلمهم الناس .
ومن العجائب، فقد يفجر الرجل بنفسه، ويصون سر الجشمة، فيويد الله به أمره، ويعز به جنده! قال رسول الله في غزوة خيبر : [7/ أ] «يا بلال، قم فأذن: لا يدخل الجنة الا مؤمن، وإن الله ليويد هذا الدين پالرجل الفاجر»(3).
Страница 94