Ганди. Автобиография: История моих опытов с правдой

Мухаммад Ибрагим Сайид d. 1450 AH
118

Ганди. Автобиография: История моих опытов с правдой

غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

Жанры

نصحت السيد طيب باللجوء إلى التحكيم، واقترحت عليه أن يستشير محاميه، وأخبرته أنه في حالة التمكن من تعيين محكم يثق به كلا الطرفين، فإن ذلك سيؤدي إلى إنهاء القضية في وقت أسرع. وكانت أتعاب المحامين تتزايد بسرعة حتى إنها كانت تلتهم جميع أموال الموكلين، وهم من كبار التجار، وكانت القضية تستحوذ على وقتهم بأكمله، فلا يتبقى لهم وقت للقيام بأي عمل آخر. وفي غضون ذلك كان الشعور بالبغض يتزايد بين الطرفين، ونما لدي شعور ببغض المهنة. كان على محامي كل من الطرفين استثارة الأجزاء القانونية التي تدعم موكليهم. ورأيت للمرة الأولى أن الطرف الذي يربح القضية لا يسترد التكاليف التي تحملها أبدا. وينص قانون الأتعاب القضائية على مقياس ثابت للتكاليف المسموح بها بين طرف وآخر وأعلى تكلفة هي التكاليف الفعلية بين المحامي والموكل، فلم أستطع تحمل ذلك الوضع، وشعرت أن من واجبي أن أساعد الطرفين وأسوي الأمر بينهما، فبذلت كل ما في وسعي للتوصل إلى تسوية، حتى وافق السيد طيب في النهاية، وعين محكم لنظر القضية، وفاز بالقضية دادا عبد الله.

لكنني لم أكن أشعر برضى تام، ففي حالة التنفيذ الفوري لحكم التحكيم، سيكون من المستحيل أن يتمكن السيد طيب من سداد المبلغ المحكوم به الذي يبلغ نحو 37000 جنيه إسترليني بالإضافة إلى المصروفات. وكان هناك مبدأ ضمني بين الميمان المنتمين إلى بورباندار الذين يعيشون في جنوب أفريقيا، وهو أن الموت أحب إليهم من الإفلاس. وكان السيد طيب يعتزم سداد المبلغ بالكامل، ولم يكن يرغب في الوقت ذاته في الإفلاس. فكانت هناك طريقة واحدة لإنقاذ الموقف، وهي أن يسمح له السيد دادا عبد الله بسداد المبلغ على أقساط، وكان السيد دادا عبد الله مقدرا لوضع السيد طيب، فقبل بتجزئة المبلغ على بضع سنوات، وكان أمر إقناع السيد دادا عبد الله بقبول تجزئة المبلغ أكثر مشقة علي من إقناعهم باللجوء إلى التحكيم. ما يهم في الأمر أن الطرفين كانا راضيين بما أسفرت عنه التسوية، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع منزلتهم بين العامة، وكانت السعادة تغمرني حينها، فقد تعلمت مهنة المحاماة الحقيقية، وتعلمت اكتشاف الجانب الأفضل من الطبيعة البشرية وأن أتعمق في قلوب البشر، وأدركت حينها أن مهمة المحامي الحقيقية تكمن في الإصلاح بين الخصوم. وهكذا رسخ الدرس الذي تعلمته من القضية في ذهني، حتى إنني قضيت العشرين سنة التالية من ممارستي للمحاماة مشغولا معظم الوقت بالتوصل إلى تسويات خاصة لمئات القضايا، ولم يجعلني ذلك أخسر شيئا، ولا حتى المال - وبالطبع لم يجعلني أخسر نفسي.

الفصل الخامس عشر

الاضطراب الديني

الآن أعود لقص تجاربي مع الأصدقاء المسيحيين، فقد أصبح السيد بيكر قلقا بشأن مستقبلي، فدعاني لحضور مؤتمر ويلنجتون، حيث ينظم المسيحيون البروتستانت هذه الاجتماعات كل بضع سنوات بهدف التنوير الديني أو بعبارة أخرى تطهير النفس، ويمكن أن نطلق على ذلك النوع من الاجتماعات الإحياء الديني، وقد كان مؤتمر ويلنجتون ينتمي لهذا النوع من الاجتماعات. وكان رئيس المؤتمر القس المبجل أندرو موراي. وظن السيد بيكر أن جو السمو الديني الذي كان يملأ المؤتمر وحماسة الحضور وخشوعهم سيجعلني بلا شك أعتنق المسيحية.

كان أمله الأخير يتمثل في تأثير الصلاة، فقد كان يتمتع بإيمان راسخ في الصلاة، وكانت لدى السيد بيكر قناعة راسخة بأن الإله لا يقبل إلا الصلاة المؤداة بإيمان راسخ، وكان يستشهد بذكر أشخاص مثل جورج مولر من مدينة بريستول، الذي كان يعتمد على الصلاة بصورة مطلقة حتى عندما يكون له حاجة دنيوية. استمعت إلى حديثه عن تأثير الصلاة بحياد، ثم أخبرته أنه عندما ينفتح قلبي للمسيحية لن يمنعني من اعتناقها شيء، ولم أتردد للحظة في إخباره بذلك، فلقد اعتادت نفسي أن تتبع صوت ضميري، ولطالما أسعدني أن أتبع ذلك الصوت الذي ينبع من داخلي، فكان من المؤلم ومن الصعب علي عدم الإنصات له.

توجهنا إلى ويلنجتون، حيث تعرض السيد بيكر للكثير من المشاكل بسبب اصطحابه «شخصا ملونا» مثلي. فقد تعرض إلى عدة مضايقات في مناسبات شتى بسببي، واضطررنا إلى أخذ راحة قصيرة في أثناء الرحلة لأنه كان يوم الأحد ولم يكن السيد بيكر أو مجموعته يسافرون في ذلك اليوم، وبعد جدال طويل وافق مدير فندق المحطة على استضافتي، لكنه مع ذلك رفض بصرامة أن أتناول الطعام في غرفة الطعام، لكن السيد بيكر لم يكن سهل الاستسلام، ودافع عن حقوق النزلاء. كنت أرى معاناته وأشعر بضيقه. مكثت معه في ويلنجتون أيضا، وشعرت بما يعانيه من مشاكل صغيرة وذلك مع محاولاته المضنية لإخفائها عني.

كان المؤتمر يتكون من حشد من المسيحيين المخلصين، الذين أثار انتباهي إيمانهم. قابلت القس المبجل موراي، وكانت معظم الصلوات من أجلي. وقد راقني بعض ترانيمهم نظرا لعذوبتها.

استمر المؤتمر ثلاثة أيام، أدركت فيها إخلاص الحاضرين وأعجبت بهم، لكنني لم أجد سببا وجيها لتغيير ديني، وكان من المستحيل أن أؤمن بأن الخلاص ودخول الجنة مرهون فقط باعتناقي المسيحية، وقد صدم بعض أصدقائي المسيحيين عندما أخبرتهم بوجهة نظري هذه، لكنني كنت مؤمنا بها تماما.

المشكلة الحقيقة كانت أعمق من ذلك، فلم أستطع أن أؤمن بأن المسيح هو ابن الرب الأوحد الذي تجسدت فيه روحه، وأن أولئك الذين يؤمنون به وحدهم سينعمون بحياة سرمدية، فإن كان للرب أن يكون له ولد، فجميعنا أبناؤه، وإن كان المسيح مثل الرب أو هو الرب ذاته، فجميع البشر مثل الرب ويمكن أن يكونوا الرب ذاته. ولم أستطع تصديق أن المسيح افتدى بموته ودمه خطايا البشر جميعا بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن لو نظرنا للأمر على نحو مجازي فيمكن أن يحمل بين طياته بعض الحقيقة. علاوة على ذلك، تقول المسيحية بأن البشر وحدهم لهم روح أما غيرهم من الكائنات الحية فالموت يعني لهم الفناء التام، لكنني كنت أرى غير ذلك. كان من الممكن أن أتقبل المسيح شهيدا وتجسيدا للتضحية ومعلما جليلا، لكن ليس كأكمل إنسان عرفته البشرية. كان موت المسيح على الصليب يمثل عبرة للعالم أجمع، لكنني لم أجد في ذلك أي أثر غامض أو خارق في قلبي. ولم تضف لي سير حياة المسيحيين الصالحين ما يزيد على الذي يمكن أن أحصل عليه من حياة الصالحين في أي دين آخر، فلقد وجدت في حياة آخرين ممن ينتمون لديانات أخرى نفس الإصلاح الديني الذي سمعت المسيحيين يتحدثون عنه. ومن الناحية الفلسفية، لم أجد ما يميز المعتقدات المسيحية، بل وجدت أن الهندوس يفوقون المسيحيين بدرجة كبيرة فيما يتعلق بالتضحية، فكان من المستحيل أن أؤمن أن المسيحية دين كامل أو أنها أكمل الديانات.

Неизвестная страница