Ганди. Автобиография: История моих опытов с правдой
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
Жанры
sami
في نظرهم لا تتعدى كونها مصطلحا للازدراء، ويعتقدون أن تفسيرها على أنها تعني «سيد» يعد إهانة!
ونتيجة لهذا كانوا يدعونني «المحامي القولي»، وكان التجار يعرفون باسم «التجار القولي». وهكذا غاب المعنى الأصلي للكلمة «قولي» وأصبحت الكلمة لقبا لجميع الهنود، ومع ذلك كان التجار المسلمون يبغضون هذا اللقب فيقول أحدهم: «أنا لست «قولي»، أنا عربي» أو «أنا تاجر» وكان بعض الإنجليز المهذبين يعتذرون عن ذلك.
كانت مسألة ارتداء العمامة تمثل أهمية كبيرة في ظل تلك الظروف، فاضطرار الهنود لنزع عماماتهم يعد بمنزلة السكوت عن الإهانة، ففكرت في أنه من الأفضل أن أضع العمامة الهندية جانبا، وأبدأ في ارتداء القبعة الإنجليزية وبذلك أتجنب الإهانة والمناقشات البغيضة.
لكن السيد عبد الله لم يحبذ الفكرة، فقال لي: «سوف يكون لفكرتك أثر سلبي للغاية إذا نفذتها، فستتسبب في زعزعة عزيمة الهنود المتمسكين بارتداء العمامة الهندية. ضف إلى ذلك أن مظهرك يبدو أنيقا بالعمامة الهندية، أما إذا ارتديت القبعة الإنجليزية فستبدو مثل النادل.»
كانت نصيحة السيد عبد الله تتضمن حكمة عملية ووطنية والقليل من ضيق الأفق. فقد كانت الحكمة التي حوتها نصيحة السيد عبد الله جلية من ناحية، ومن ناحية أخرى لم يكن ليصر على ارتدائي للعمامة الهندية إلا بدافع الوطنية، أما الإشارة إلى التشبيه بالنادل فتعكس نوعا من ضيق الأفق. وكان هناك ثلاث طوائف تشكل الهنود العاملين بعقود الأجل، وهي: الهندوس والمسلمون والمسيحيون. وتشكلت الطائفة المسيحية من أبناء الهنود الذين كانوا يعملون بعقود لأجل ممن اعتنقوا المسيحية، وقد كانت أعدادهم ضخمة حتى عام 1893م، وكانوا يرتدون الزي الإنجليزي، وكان معظمهم يتكسبون من العمل بوظيفة النادل في الفنادق، وهذه هي الطائفة التي كان يشير إليها السيد عبد الله عندما انتقد القبعة الإنجليزية، وكان العمل نادلا في الفنادق حينها يعتبر أمرا مهينا، ولا يزال هذا الاعتقاد يسيطر على كثير من الأشخاص حتى يومنا هذا.
على كل حال، لقد راقتني فكرة السيد عبد الله بصورة عامة، فكتبت إلى الصحف عن الواقعة، ودافعت عن حقي في ارتداء العمامة في المحكمة، ولقد تداولت الصحف الأمر بكثرة، حيث وصفتني الصحف بقولها «زائر غير مرغوب فيه». وهكذا، منحتني هذه الواقعة دعاية غير متوقعة في الأيام القليلة الأولى من وصولي إلى جنوب أفريقيا، ولقد حظيت بدعم البعض، في حين انهال علي البعض الآخر بالانتقاد اللاذع واتهموني بالتهور.
لقد حافظت على ارتداء عمامتي حتى نهاية إقامتي في جنوب أفريقيا تقريبا، وسوف أعرض لاحقا الوقت الذي قررت فيه عدم ارتداء أي غطاء للرأس على الإطلاق في جنوب أفريقيا والأسباب التي دفعتني إلى اتخاذ مثل ذلك القرار.
هوامش
الفصل الثامن
Неизвестная страница