نحن بالله عزنا
والحبيب المقرب
بهما عز نصرنا
لا بجاه ولا منصب
والذي رام ذلنا
من قريب وأجنبي
سيفنا فيه قولنا
حسبنا الله والنبي
حتى إذا كان بحضرة مينو فجأه الجنرال بمحاضرة طويلة الذيول عدد فيها أجداده الأبطال، وما كان لهم من أثر مجيد في تاريخ فرنسا، وأطال في إطراء شرف محتده ونبل أعراقه، والشيخ مطرق يخلل لحيته بأصابعه، ولسانه لا يفتر عن قراءة القرآن، ثم انتقل مينو إلى غايته فقال: وقد أردت ألا أضن على هذا البلد بما يصلني بأهله، فعزمت على إعلان إسلامي والإصهار من أسرة شريفة، يتصل نسبها بالسلالة النبوية، وعلمت أن لك بنتين فلم أجد علي من عار إذا تزوجت بكبراهما، إن الناس سيدهشون حقا لهذه المصاهرة، ولكنهم لو علموا أن التواضع من أول صفات الجنرال مينو ما عجبوا، فرفع الشيخ رأسه وقال: هذا يا سيدي شرف عظيم، ولو كنت أعلم ذلك الحظ السعيد الذي ينتظرني ما زوجت ابنتي بالأمس. - هذا شيء يؤسف له فقد كنت أرضى أن تكون لي صهرا. - ذلك تقدير العزيز العليم.
وهنا وقف مينو وفي وجهه دلائل الحقد والغضب، فوقف الشيخ وسلم وانصرف.
Неизвестная страница