Собрания напоминаний из хадисов Посланника

Абд аль-Хамид ибн Бадис d. 1359 AH
29

Собрания напоминаний из хадисов Посланника

مجالس التذكير من حديث البشير النذير

Издатель

مطبوعات وزارة الشؤون الدينية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

Жанры

إليها فقط- بل لا تستطاع معأرضتها فيما اشتملت عليه من أصول العلوم التي يحتاج إليها البشر في كمالهم وسعادتهم أفرادا وجماعات، وأمما وما اشتملت عليه من الأدلة القاطعة والحكم الباهرة، في كل ما دعت إليه إلى ما اشتملت عليه من حقائق كونية كانت مجهولة عند البشر حتى كشفها العلم في هذا العصر مثل انباء الخلق كله على أساس الزوجية في أشياء كثيرة. مصداق قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾. فبهذا كانت آية النبي- ﵌ أعظم الآيات وأبقاها، وكانت مغنية عن غيرها كافية عما عداها، كما قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾. <<تفريع>>: لما بقيت هذه الآية الكبرى على العصور- وانبنت على الاحتجاج بالعلم والعقل كان لها في كل عصر أتباعها الكثيرون عن اقتناع واطمئنان، ويزداد ويكثر عددهم بتوالي الأزمان، ويكثر الداخلون فيهم بقدر ما يزداد تقدم البشر في العلم والعرفان، وقد شوهد هذا اليوم وقبل اليوم، ونحن نرى في هذا العصر كيف ينتشر الإسلام تباعا لهذه الآية بين الأمم وفي علمائها دون نشر للدعوة من المسلمين تبينها، ولا قوة لهم تؤيدها، وإنما بما فيه من علم وحجة وأدب وحكمة تخضع العقول وتجذب القلوب، ولهذا فرع النبي- ﵌ على كون آيته وحيا رجاء أن يكون أكثر الأنبياء- صلوات الله عليهم- اتباعا يوم القيامة الذي تظهر فيه التابعية الصادقة فقال: «فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

1 / 33