Собрания напоминаний из хадисов Посланника

Абд аль-Хамид ибн Бадис d. 1359 AH
11

Собрания напоминаний из хадисов Посланника

مجالس التذكير من حديث البشير النذير

Издатель

مطبوعات وزارة الشؤون الدينية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

Жанры

ترفعون للعلم بناء شامخا، وتشيدون له صرحًا سامقًا. فأسستُم على قواعد الإسلام والعروبة والعلم والفضيلة، جمعيتَكُم هذه، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. "وحوربت فيكم الفضيلةُ، فسمتم الخسف، وديثتم بالصَّغار حتى ظن أن قد زالت منكم المرُوءَةُ والنجدةُ، وفارقَتْكُم العزةُ والكرامةُ، فرئمتم الضيم، ورضيتم الحيف، وأعطيتم بالمقادة؛ فجئتم بعد قرن، تنفضون غبارَ الذل، وتهَزْهِزون أُسسَ الظلم وتُهَمْهمُون همهمةَ الكريم المحنق، وتُزمجرُون زمجرةَ العزيز المُهان، وتطالِبون مطالبةَ من يعْرفُ له حقًا لابُدَّ أن يُعطَاهُ أو يَأخذَهُ" (٢). حقا! لقد كانت الجزائر في وضع يهدد كيانها بالذوبان والفناء، ذلك أن الاستعمار الفرنسي كما يقول الإمام محمد البشير الإبراهيمي: " ... صليبي النزعة، فهو منذ احتل الجزائر عامل على محو الإسلام، لِأنه الدين السماوي الذي فيه من القوة ما يستطيع به أَن يسُودَ العالَمَ، وعلى محو العربية لأنها لسانُ الإسلام، وعلى محو العروبة لأَنها دعامةُ الإسلام. وقد استعمل جميعَ الوسائل المؤدية إلى ذلك، ظاهرةً وخفيةً، سريعةً ومتأنيةً، وأوشك أن يبلغَ غايتَه بعد قرن من الزمن متصل الأيام والليالى، في أعمال المحو، لولا أن عاجَلَتْه جمعيةُ العلماء المسلمين الجزائريين، على رأس القرن، بالقاومة لأعماله، والعمل على تغييب آماله" (٣). لقد كانت نظرة ابن باديس الناقدة النافذة، تكشف له عما يكمن في الأمة الجزائرية من عناصر القوة والكمال، مما يؤهلها

(٢) البصائر. السنة الثانية- العدد ٨٣ - رجب ١٣٥٦هـ (سبتمبر ١٩٣٧م) (٣) مشكلة العروبة في الجزائر. محاضرة ألقاها في ندوة الأصفياء، ص٢٠٧ دار مصر للطباعة. عام ١٩٥٥.

1 / 12