Сад благочестивых
روضة العابدين
Издатель
مكتبة الجيل الجديد
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Место издания
صنعاء - اليمن
Жанры
كالوَصَع (^١) وكالذباب؛ ولهذا سمي الوسواسَ الخناس أي: يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس أي: كف وانقبض، قال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس" (^٢).
ثامنًا: أنه حياة، والغفلة عنه موت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) (^٣).
وقال ﷺ: (مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) (^٤). "فجعل بيت الذاكر بمنزلة بيت الحي، وبيت الغافل بمنزلة بيت الميت وهو القبر، وفي اللفظ الأول: جعل الذاكر بمنزلة الحي والغافل بمنزلة الميت، فتضمن اللفظان: أن القلب الذاكر كالحي في بيوت الأحياء، والغافل كالميت في بيوت الأموات، ولا ريب أن أبدان الغافلين قبور لقلوبهم، وقلوبهم فيها كالأموات في القبور؛ كما قيل:
فنسيانُ ذكرِ الله موتُ قلوبهم … وأجسامُهم قبل القبور قبورُ
وأرواحهم في وحشة من جسومهم … وليس لهم حتى النشورِ نشور" (^٥).
فالغافلون أدركهم الشيطان فأمات أرواحهم وقلوبهم؛ ولهذا فإن الذاكرين يعيشون حياة حقيقية ملؤها السعادة واليقين، وتحفها الطمأنينة والراحة، وأفعالهم بيضاء لصفاء قلوبهم بذكر الله تعالى، أما غيرهم -ممن يعيشون الغفلة- فأموات في صورة أحياء،
(^١) الوَصَعُ: بفتحتين: طائر يشبه العصفور في صغره وقيل: هو الصغير من النغران. المصباح المنير، للفيومي (ص: ٣٤١). (^٢) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ٥٦). (^٣) رواه البخاري (٥/ ٢٣٥٣). (^٤) رواه مسلم (١/ ٥٣٩). (^٥) مدارج السالكين، لابن القيم (٢/ ٤٢٩).
1 / 246