Мекканские откровения
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Издатель
دار إحياء التراث العربي
Номер издания
الأولى
Год публикации
1418هـ- 1998م
Место издания
لبنان
إذا خلع الولي على أهله ترى . . . ملابسهم بين الملابس معلمه اعلم أن للفتوة مقام القوة وما خلق الله من الطبيعة أقوى من الهواء إذا كان مؤمنا كذا ورد في الخبر النبوي عن الله تعالى مع الملائكة لما خلق الأرض وجعلت تميد الحديث بكماله وفي آخره يا رب فهل خلقت شيأ أشد من الريح قال نعم المؤمن يتصدق بيمينه ما تعرف بذلك شماله وقال تعالى ' إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ' فنعت الرزاق بالقوة لوجود الكفران بالنعم سبب مانع يمنع النعمة فلا يرزق الكافر مع وجود الكفر منه لما رزقه إلا من له القوة فلهذا نعته بذي القوة المتين فإن المتانة في القوة تضاعفها فما اكتفى سبحانه بالقوة حتى وصف نفسه بأنه المتين فيها إذ كانت القوة لها طبقات في التمكن من القوى فوصف نفسه بالمتانة وهذه صفة أهل الفتوة فإن الفتوة ليس فيها شيء من الضفعف إذ هي حالة بين الطفولة والكهولة وهو عمر الإنسان من زمان بلوغه إلى تمام الأربعين من ولادته يقول الله تعالى في هذا المقام ' الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ' وذلك حال الفتوة وفيها يسمى فتى وما قرن معها شيأ من الضعف ثم قال سبحانه وتعالى ' ثم جعل من بعد قوة ضعفا وسيبة ' يعني ضعف الكهولة إلى آخر العمر وشيبة يعني وقارا أي سكونا لضعفه عن الحركة فإن الوقار من الوقر وهو الثقل فقرن مع هذا الضعف الثاني الشيبة التي هي الوقار فإن الطفل وإن كان ضعيفا فإنه متحرك جدا واختلف في حركته هل هي من الطبيعة أو من الروح روي أن إبراهيم عليه السلام لما رأى الشيب قال ' يا رب ما هذا ' قال ' الوقار ' قال ' اللهم زدني وقارا فهذا حال الفتوة ومقامها وأصحابها يسمون الفتيان وهم الذين حازوا مكارم الأخلاق أجمعها ولا يتمكن لأحد أن يكون حاله مكارم الأخلاق ما لم يعلم المحال التي يصرفها فيها ويظهر بها فالفتيان أهل علم وافر وقد أفردنا لها بابا في داخل هذا الكتاب حين تكلمنا على المقامات والأحوال فمن ادعى الفتوة وليس عنده علم بما ذكرناه فدعواه كاذبة وهو سريع الفضيحة فلا ينبغي يسمى فتى إلا من علم مقادير الأكوان ومقدار الحضرة الإلهية فيعامل كل موجود على قدره من المعاملة ويقدم من ينبغي أن يقدم ويؤخر ما ينبغي أن يؤخر وتفاصيل هذا المقام وحكم الطائفة فيه استوفيناه في رسالة لأخلاق التي كتبنا بها للفخر محمد بن عمر بن خطيب الري رحمه الله فلنذكر منها في هذا الباب الأصل الذي ينبغي أن يعول عليه وذلك أنه ليس في وسع الإنسان أن يسع العالم بمكارم أخلاقه إذ كان العالم كله واقفا مع غرضه أو إرادته لا مع ما ينبغي فلما اختلفت الأغراض والإرادات وطلب كل صاحب غرض أو إرادة من الفتى أن يعامله بحسب غرضه وإرادته والأغراض متضادة فيكون غرض زيد في عمر وأن يعادي خالدا ويكون غرض خالد في زيد أن يعادي عمرا أو غرضه أن يواليه ويحبه ويوده فإن تفتى مع عمر وعادى خالدا وذمه خالد وأثنى عليه زيد بالفتوة وكريم الخلق وإن لم يعاد خالدا ووالاه وأحبه أثنى عليه خالد وذمه زيد فلما رأينا أن الأمر على هذا الحد وإنه لا يعم ولم يتمكن عقلا ولا عاده أن يقوم الإنسان في هذه الدنيا أو حيث كان في مقام يرضي المتضادين ابنغى للفتى أن يترك هوى نفسه ويرجع إلى خالقه الذي هو مولاه وسيده ويقول أنا عبد وينبغي للعبد أن يكون بحكم سيده لا بحكم نفسه ولا بحكم غير سيده يتبع مراضيه ويقف عند حدوده ومراسمه ولا يكن ممن جعل مع سيده شريكا في عبوديته فيكون مع سيده بحسب ما يحد له ويتصرف فيما يرسم له ولا يبالي وافق أغراض العالم أو خالفهم فإن وافق ما وافق منها فذلك راجع إلى سيده فخرج له توقيع من ديوان سيده على يدي رسول قام الدليل له والعلم بأنه خرج إليه من عند سيده وإن ذلك التوقيع توقيع سيده فقام له إجلالا وأخذ توقيع سيده ومع التوقيع مشافهة فشافه العبيد بما أمره السيد أن يشافههم به وذلك هو الشرع المقرر والتوقيع هو الكتاب المنزل المسمى قرآنا والرسول هو جبريل عليه السلام وحاجب الباب الذي يصل إليه الرسول الملكي من عند الله بالتوقيع والمشافهة هو النبي المبشر محمد صلى الله عليه وسلم أو أي نبيب كان من الأنبياء في زمان بعثتهم فلزم العبيد مراسم سيدهم التي ضمنها توقيعه والتي جاءت بها المشافهة فلم يكن لهم في نفوسهم ملك ولا تدبير فمن وقف عند حدود سيده وامتثل مراسيمه ولم يخالفه في شيء مما جاءه به على حد ما رسم له من غير زيادة بقياس أو رأي ولا نقصان بتأويل فعامل جنسه من الناس بما أمر أن يعاملهم به من مؤمن وكافر وعاص ومنافق وما ثم إلا هؤلاء الأصناف الأربعة وكل صنف من هؤلاء على طبقات فالمؤمن منه طائع وعاص وولي ونبي ورسول وملك وحيوان ونبات ومعدن والكافر منه مشرك وغير مشرك والمنافق منه ينقص في الظاهر عن درك الكافر فإن المنافق له لدرك الأسفل من النار والكافر له الأعلى والأسفل وأما العاصي فينقص في الظاهر عن درجة المؤمن المطيع بقدر معصيته فهذا الواقف عند مراسم سيده هو الفتى فكل إنسان لابد أن يكون جليسا لأكبر منه أو أصغر منه أو مكافئا له إما في السن وإما في الرتبة أو فيهما فالفتى من وقر الكبير في العلم أو في السن والفتى من رحم الصغير في العلم أو في السن والفتى من آثر المكافىء في السن أو في العلم . جاءه به على حد ما رسم له من غير زيادة بقياس أو رأي ولا نقصان بتأويل فعامل جنسه من الناس بما أمر أن يعاملهم به من مؤمن وكافر وعاص ومنافق وما ثم إلا هؤلاء الأصناف الأربعة وكل صنف من هؤلاء على طبقات فالمؤمن منه طائع وعاص وولي ونبي ورسول وملك وحيوان ونبات ومعدن والكافر منه مشرك وغير مشرك والمنافق منه ينقص في الظاهر عن درك الكافر فإن المنافق له لدرك الأسفل من النار والكافر له الأعلى والأسفل وأما العاصي فينقص في الظاهر عن درجة المؤمن المطيع بقدر معصيته فهذا الواقف عند مراسم سيده هو الفتى فكل إنسان لابد أن يكون جليسا لأكبر منه أو أصغر منه أو مكافئا له إما في السن وإما في الرتبة أو فيهما فالفتى من وقر الكبير في العلم أو في السن والفتى من رحم الصغير في العلم أو في السن والفتى من آثر المكافىء في السن أو في العلم . ولست أعني بقولي في العلم إلا المرتبة خاصة فأتينا بالعلم لشرفه فإن الملك قد يكون صغيرا في السن صغيرا في العلم ويكون شخص من رعيته كبيرا في السن كبيرا في العلم فإن عرف الملك قدر ما رسم له الحق في شرعه من توقير الكبير وشرف العلم عامله الملك بذلك وإن لم يفعل فيكون الملك سيء الملكة فينبغي للفتى أن يعرف شرف المرتبة التي هي السلطنة وأنه نائب الله في عباده وخليفته في بلاده فيعامل من أقامه الله فيها وإن لم يجر الحق على يده بما ينبغي للمرتبة من السمع والطاعة في المنشط والمكره على حد ما رسمل له سيده وما هو عليه مما أقام الله ذلك السلطان فيه من الأخلاق المحمودة أو المذمومة في الجور والعدل فينبغي للفتى أن يوفي السلطان حقه الذي أوجبه الله له عليه ولا يطلب منه حقه الذي جعله الله له قبل السلطان مما له أن يسامحه فيه إن منعه منه فتوة عليه ورحمة به وتعظيما لمنزلته إذ كان له أن يطلبه به يوم القيامة فالفتى من لا خصم له لأنه فيما عليه يؤديه وفيما له يتركه فليس له خصم فالفتى من لا تصدر منه حركة عبثا جملة واحدة ومعنى هذا إن الله سمعه يقول ' وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ' وهذه الحركة الصادرة من الفتى مما بينهما وكذلك حركة كل متحرك خلقه الله بين السماء والأرض فما هي عبث فإن الخالق حكيم فالفتى من يتحرك أو يسكن لحكمة في نفسه ومن كان هذا حاله في حركاته فلا تكون حركته عبثا لا في يده ولا في رجله ولا شمه ولا أكله ولا لمسه ولا سمعه ولا بصره ولا باطنه فيعلم كل نفس فيه وما ينبغي له وما حكم سيده فيه ومثل هذا لا يكون عبثا وإذا كانت الحركة من غيره فلا ينظرها عبثا فإن الله خلقها أي قدرها وإذا قدرها فما تكون عبثا ولا باطلا فيكون حاضرا مع هذا عند وقوعها في العالم فإن فتح له بالعلم في الحكمة فيها فبخ على بخ وهو صاحب عناية وإن لم يفتح له في العلم بالحكمة فيها فيكفيه حضوره في نفسه أنها حركة مقدرة منسوبة إلى الله وإن لله فيها سرا يعلمه الله فيؤديه هذا القدر من العلم إلى الأدب الإلهي وهذا لا يكون إلا للفتيان أصحاب القوة الحاكمين على طبائع النفوس والعادات ولا يكون في هذا المقام من هذه الطائفة إلا الملامية فإن الله قد ولاهم على نفوسهم وأيدهم بروح منه عليها فلهم التصريف التام والكلمة الماضية والحكم الغالب فهم السلاطين في صور العبيد يعفرهم الملأ الأعلى فليس أحد مما سوى الأنس والجان إلا ويقول بفضله إلا بعض الثقلين فإن الحسد يمنعهم من ذلك فطبقات الفتيان هو ما ذكرناه من يعلم منهم علم الله في الحركات ومن لا يعلم علم الله في ذلك على التعيين وإن علم أن ثم أمرا لم يطلعه الله عليه وأما منزلتهم فهو الذي قلنا في أول الباب في قوله ' ثم جعل من بعد ضعف قوة ' وينظر إلى هذا الإيجاد من الحقائق الإلهية الآية الأخرى وهي قوله ' إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ' يهم يعاملون الخلق بالإحسان إليهم مع إساءتهم لهم كإعطاء الله الرزق للمرزوقين الكافرين بالله ونعمه فلهم القوة العظمى على نفوسهم حيث لم يغلبهم هواهم ولا ما جبلت النفس عليه من حب الثناء والشكر والاعتراف قال تعالى حاكيا ' سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ' فأطلق الله على ألسنتهم فتوة إبراهيم بلسانهم لما كانت الفتوة بهذه المثابة لأنه قام في الله حق القيام ولما أحالهم على الكبير من الأصنام على نية طلب السلامة منهم فإنه قال لهم ' فاسألوهم إن كانوا ينطقون ' يريد توبيخهم ولهذا رجعوا إلى أنفسهم وهو قوله تعالى ' وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ' في كل حال وإنما سمى ذلك كذبا لأضافة الفعل في عالم الألفاظ إلى كبيرهم والكبير الله على الحقيقة والله هو الفاعل المكسر للأصنام بيد إبراهيم فإنه يده التي يبطش بها كذا أخبر عن نفسه فكسر هذه الأصنام التي زعموا أنها آلهة لهم ألا ترى المشركين يقولون فيهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فاعترفوا أن ثم إلها كبيرا أكبر من هؤلاء كما هو أحسن الخالقين وأرحم الراحمين فهذا الذي قاله إبراهيم عليه السلام صحيح في عقد إبراهيم عليه السلام وإنما أخطأ المشركون حيث لم يفهموا عن إبراهيم ما أراد بقوله بل فعله كبيرهم فكان قصد إبراهيم بكبيرهم الله تعالى وإقامة الحجة عليهم وهو موجود في الاعتقادين وكونهم آلهة ذلك على زعمهم والوقف عليه حسن عندنا تام وابتدأ إبراهيم بقوله هذا قولي فالخبر محذوف يدل عليه مساق القصة فاسألوهم إن كانوا ينطقون فهم يخبرونكم ولو نطقت الأصنام في ذلك الوقت لنسبت الفعل إلى الله لا إلى إبراهيم فإنه مقرر عند أهل الكشف من أهل طريقنا أن الجماد والنبات والحيوان قد فطرهم الله على معرفته وتسبيحه بحمده فلا يرون فاعلا إلا الله ومن كان هذا في فطرته كيف ينسب الفعل لغير الله سواء نطقوا أو سكتوا فإن لم ينطقوا يقول لهم لم تعبدون ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنكم من الله شيأ ولا عن نفسه ولو نطقوا لقالوا إن الله قطعنا قطعا لا يتمكن في الدلالة أن تقول الأصنام غير هبذا فإنها لو قالت الصنم اعلكبير فعل ذلك بنا لكذبت ويكون تقريرا من الله بكفرهم وردا على إبراهيم عليه السلام فإن الكبير ما قطعهم جذاذا ولو قالوا في إبراهيم أنه قطعنا لصدقوا في الإضافة إلى إبراهيم ولم تلزم الدلالة بنطقهم على وحدانية الله ببقاء الكبير فيبطل كون إبراهيم قصد الدلالة فلم تقع ولم يصدق وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه فكانت له الدلالة في نطقهم لو نطقوا كما قررنا وفي عدم نطقهم لو لم ينطقوا ومثل هذا ينبغي أن يكون قدص الأنبياء عليهم السلام فهم العلماء صلوات الله عليهم ولهذا رجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فقال الله لمثل هؤلاء أتعبدون ما تنحتون فكان من فتوته أن باع نفسه في حق أحدية خالقه لا في حق خالقه لأن الشريك ما ينفي وجود الخالق وإنما يتوجه على نفي الأحدية فلا يقوم في هذا المقام إلا من له القطبية في الفتوة بحيث يدور عليه مقامها ومن الفتوة قوله تعالى وإذ قال موسى لفتاه فاطلق عليه باللسان العبراني معنى يعبر عنه في اللسان العربي بالفتى وكان في خدمة موسى عليه السلام وكان موسى في ذلك الوقت حاجب الباب فإنه الشارع في تلك الأمة ورسولها ولكل أمة باب خاص إلهي شارعهم هو حاجب ذلك الباب الذي يدخلون منه على الله تعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم هو حاجب الحجاب لعموم رسالته دون سائر الأنبياء عليهم السلام فهم حجبته صلى الله عليه وسلم من آدم عليه السلام إلى آخر نبي ورسول وإنما قلنا أنهم حجبته لقوله صلى الله عليه وسلم آدم فمن دونه تحت لوائي فهم نوابه في عالم الخلق وهو روح مجرد عارف بذلك قيل نشأة جسمه قيل له متى كنت نبيا فقال كنت نبيا وآدم بين الماء والطين أي لم يوجد آدم بعد إلى أن وصل زمان ظهور جسده المطهر صلى الله عليه وسلم فلم يبق حكم النائب من نوابه من سائر الحجاب الإلهيين وهم الرسل والأنبياء عليهم السلام إلا عنت وجوهم لقيومية مقامه إذ كان حاجب الحجاب فقرر من شرعهم ما شاءه بإذن سيده ومرسله ورفع من شرعهم فأمر برفعه ونسخه فربما قال من لا علم له بهذا الأمر أن موسى عليه السلام كان مستقلا مثل محمد بشرعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني وصدق صلى الله عليه وسلم فالفتى أبدا في منزل التسخير كما قال عليه السلام خادم القوم سيدهم فمن كانت خدمته سيادته كان عبدا محضا خالصا وتفضل الفتيان بعضهم على بعض بحسب المتفتي عليه من المنزلة عند الله بوجه ومن الضعف بوجه فأعلاهم من تفتى على الأضعف من ذلك الوجه وأعلاهم أيضا من تفتى على الأعلى عند الله من ذلك الوجه الآخر فالمتفتي على الأضعف كصاحب السفرة وهو الشخص الذي أمره شيخه أن يقرب السفرة إلى الأضياف فأبطأ عليهم من أجل النمل الذي كان فيها فلم ير من الفتوة أن ينفض النمل من السفرة فإن من الفتوة أن يصرفها في الحيوان فوقف إلى أن خرجت النمل من السفرة من ذاتها من غير أن يكون لهذا الشخص في إخراج النمل تعمل قهري فإن الفتيان لهم الفتوة وليس لهم القهر إلا على نفوسهم خاصة ومن لا قوة له لا فتوة له كما أنه من لا قدرة له لا حلم له فقال له الشيخ لقد دققت فهذه مراعاة الأضعف لكنه ما تفتى مع الأضياف حيث أبطأ عن المبادرة إلى كرامتهم فلهذا ربطنا في أول الباب أنه لا يتمكن لأحد إرسال المكارم في العموم لاختلاف لأغراض فينظر الفتى في حق الشخصين المختلفي الأغراض اللذين إذا ارضى الواحد منهما أسخط الآخر وصورة نظره في حق الشخصين أيهما أقرب إلى حكم الوقت والحال في الشرع فالذي هو أقرب إلى حكم الوقف والحال في الشرع صرف الفتوة معه فإن اتسع الوقت إلى أن يتفتى مع الآخر بوجه يرضى الله فعل أيضا وإن لم يتسع فقدر في المقام حقه وكان من الفتيان بلا شك وإن كان في رتبة الفعل بالهمة والفعل بالحس فعل الفتوة مع الواحد حسا ومع الآخر بالهمة دخل رجل على شيخنا أبي العباس العربي وأنا عنده فتفاوضا في إيصال معروف فقال الرجل يا سيدنا الأقربون أولى بالمعروف فقال الشيخ من غير توقف إلى الله وأخبرني أبو عبد الله محمد بن القاسم ابن عبد الكريم التميمي الفاسي قال مخبرا عن أبي عبد الله الدقاق كان بمدينة فاس وتذاركوا الفعل بالهمة فقال أبو عبد الله الدقاق فزت بواحدة مالي فيها شريك ما اغتبت أحدا قط ولا اغتبت أحد بحضرتي قط فهذا من الفعل بالهمة حيث تفتى على من عادته أن يغتاب فيكتسب الأوزار أن لا يقدر على الغيبة في مجلسه بحضوره من غير أن يكون من الشيخ نهى له عن ذلك وتفتى أيضا على الذي يذكر بما يكره بحضوره بأنه لا يذكر في فيه بما يكره وكان سيد وقته في هذا الباب خرج مناقبه شيخنا أبو عبد الله بن عبد الكريم المذكور آنفا في كتاب المستفاد في ذكر الصالحين والعباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد فقد علمت على الحقيقة إن الفتى من بذل وسعه واستطاعته في معاملة الخلق على الوجه الذي يرضى الحق والله يقول الحق وهو يهدي السبيل . ذي هو أقرب إلى حكم الوقف والحال في الشرع صرف الفتوة معه فإن اتسع الوقت إلى أن يتفتى مع الآخر بوجه يرضى الله فعل أيضا وإن لم يتسع فقدر في المقام حقه وكان من الفتيان بلا شك وإن كان في رتبة الفعل بالهمة والفعل بالحس فعل الفتوة مع الواحد حسا ومع الآخر بالهمة دخل رجل على شيخنا أبي العباس العربي وأنا عنده فتفاوضا في إيصال معروف فقال الرجل يا سيدنا الأقربون أولى بالمعروف فقال الشيخ من غير توقف إلى الله وأخبرني أبو عبد الله محمد بن القاسم ابن عبد الكريم التميمي الفاسي قال مخبرا عن أبي عبد الله الدقاق كان بمدينة فاس وتذاركوا الفعل بالهمة فقال أبو عبد الله الدقاق فزت بواحدة مالي فيها شريك ما اغتبت أحدا قط ولا اغتبت أحد بحضرتي قط فهذا من الفعل بالهمة حيث تفتى على من عادته أن يغتاب فيكتسب الأوزار أن لا يقدر على الغيبة في مجلسه بحضوره من غير أن يكون من الشيخ نهى له عن ذلك وتفتى أيضا على الذي يذكر بما يكره بحضوره بأنه لا يذكر في فيه بما يكره وكان سيد وقته في هذا الباب خرج مناقبه شيخنا أبو عبد الله بن عبد الكريم المذكور آنفا في كتاب المستفاد في ذكر الصالحين والعباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد فقد علمت على الحقيقة إن الفتى من بذل وسعه واستطاعته في معاملة الخلق على الوجه الذي يرضى الحق والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .
الباب الثالث والأربعون في معرفة جماعة من أقطاب الورعين وعامة ذلك
المقام
أنا ختم الولاية دون شك . . . لورث الهاشمي مع المسيح
كما أني أبو بكر عتيق . . . أجاهد كل ذي جسم وروح
بأرماح مثقفة طوال . . . وترجمة بقرآن فصيح
أشد على كتيبة كل عقل . . . تنازعني على الوحي الصريح
لي الورع الذي يسمو اعتلاء . . . على الأحوال بالنبأ الصحيح
وساعدني عليه رجال صدق . . . من الورعين من أهل الفتوح
Страница 311