Мекканские откровения
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Издатель
دار إحياء التراث العربي
Номер издания
الأولى
Год публикации
1418هـ- 1998م
Место издания
لبنان
وكان إله الخلق يأتيك ضعف ما . . . أتيت إليه إن تحققته ملكا إعلم أيدك الله أن الله يقول إدعووني أستجب لكم فإذا علمت هذا علمت أن الله رب كل شيء ومليكه فكل ما سوى الله تعالى مربوب لهذا الرب وملك الحق سبحانه ولا معنى لكون العالم ملك الله تعالى إلا تصرفه فيه على حكم ما يريده ثم أنه لما رأينا الله تعالى يقول كتب ربكم على نفسه الرحمة فأشرك نفسه مع عبده في الوجوب عليه مالم يوجبه الحق عليه فأوجب الله عليه الوفاء بنذره الذي أوجبه على نفسه فأمر بالوفاء بنذره ثم رأيناه تعالى لا يستجيب إلا بعد دعاء العبد إياه كما شرع كما إن العبد لا يكون مجيبا للحق حتى يدعوه الحق إلى ما يدعوه إليه قال تعالى فليستجيبوا لي فصار للعبد والعالم الذي هو ملك لله سبحانه تصرف إلهي في الجانب الأحمى بما تقتضيه حقيقة العالم بالطلب الذاتي وتصريف آخر بما يقتضيه وضع الشريعة فلما كان المر على ماذكرنا من كون الحق يجيب أمر العبد إذا دعاه وسأله كما أن العبد يجيب أمر الله إذا أمره وهو قوله وأفوا بعهدي أوف بعهدكم فشرك في عينه حفظ الحق إياه سواء شرع الحق ما شرعه أو لم يشرع ثم لما شرع للعبد أعمالا إذا عملها شرع لنفسه أن يجازى هذا السؤال فانطلق عليه صفة يعبر عنها ملك الملك فهو سبحانه مالك وملك بما يأمر به عباده وهو سبحانه ملك بما يأمره به العبد فيقول رب اغفر لي كما قال له الحق أقم الصلاة لذكري فيسمى ماكان من جانب الحق للعبد أمرا ويسمى على هذا الأسم في علمي محمد بن علي الترمذي الحكيم وما سمعناه هذا اللفظ عن أحد سواه وربما تقدمه غيره بهذا الأصطلاح وما وصل إلينا إلا ان الأمر صحيح ومسئلة الوجوب على الله عقلا مسئلة خلاف بين أهل النظر من المتكلمين فمن قائل بذلك وغير قائل بها وأما الوجوب الشرعي فلا يينكره إلا من ليس بمؤمن بما جاء من عند الله واعلم أن المتضايقين لابد أن يحدث لكل أحد من المتضايقين اسم عطيه الإضافة فأذا قلت زيد فهو إنسان بلا شك لا يعقل منه غي هذا فإذا قلت عمرو فهو إنسان لا يعقل منه غير هذا فإذا قلت زيد بن عمرو أو زيد عبد عمرو فلا شك أنه قد حدث لزيد البنوة إذ كان ابن عمرو وحدث لعمر واسم الأبوة إذ كان أبا لزيد فبنوة زيد أعطت البوة لعمرو والأبوة لعمرو أعطت البنوة لزيد فكل واحد من المتضايقين أحدث لصاحبه معنى لم يكن يوصف به قبل الإضافة وكذلك زيد عبد عمرو فأعطت العبودة أن يكون زيد مملوكا وعمرو مالكا فقد أحدثت مملوكية زيد اسم لعمرو وأحدث ملك عمرو لزيد مملوكية زيد فقيل فيه مملوك وقيل في عمر ومالك ولم يكن يوصف به قبل الإضافة وكذلك زيد عبد عمرو فأعطت العبودة أن يكون زيد مملوكا وعمرو مالكا فقد أحدثت مملوكية زيد اسم المالك لعمررو وأحدث ملك عمرو لزيد مملوكية زيد فقيل فيه مملوك وقيل في عمرر ومالك ولم يكن لكل واحد منهما معقولية هذين الإسمين قبل أن توجد الإضافة فالحق حق والإنسان إنسان فإذا قلت الإنسان أو الياس عبيد الله قلت إن الله ملك الناس لا بد من ذلك فلو قدرت ارتفاع وجود العلم من الذهن جملة واحدة من كونه ملكا لم يرتفع وجود الحق لأرتفاع العالم وارتفع ووجود معنى الملك عن الحق ضرورة ولما كان وجود العلام مرتبطا بوجود الحق فعلا وصلاحية لهذا كان اسم الملك لله تت أزلا وإن كان عين العالم معدوما في العين لكن معقوليته موجودة مرتبطة باسم المالك فهو مملوك لله تعالى وجودا وتقديرا قوة وفعلا فإن فهمت والفافهم وليس بين الحق والعالم بون ييعقل أصلا إلا التمييز بالحقائق فالله ولا شيء معه سبحانه ولم يزل كذلك ولا يزال كذلك لا شيء معه فمعيته معنا كما يستحق جلاله وكما ينبغي لجلاله ولولا ما نسب لنفسه أنه معنا لم يقتض العقل أن يطلق عليه معنى المعية كما لا يفهم منها العقل السليم حين أطلقها الحق فإنه ما ورد العقل لا يعطيه فما لنا وجه عقلي ولا شرعي يطلق به أننا مع الحق وأما من نفى عنه إطلاق الأينية من أهل الإسلام فهو ناقص الإيمان فإن العقل ينفي عنه تمعقولية الأينية والشرع الثابت في السنة لا في الكتاب قد أثبت إطلاق لفظ الأينية على الله فلا تتعدى ولا يقاس عليها وتطلق في الموضع الذي أطلقها الشارع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسوداء التي ضربها سيدها أين الله فأشارت إلى السمااء فقبل إشارتها وقال أعتققها فإنها مؤمنة فالسائل بالأينية أعلم الناس بالله تعالى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأول بعض علماء الرسوم إشارتها إلى السماء وقبول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منها لما كانت الآلهة التي تعبد في الأرض وهذا تأويل جاهل بالأمر غير عالم وقد علمنا أن العرب كانت تعبد كوكبا في السماء يسمى الشعرى سنه لهم أبو كبشة وتعتقد فيها انهارب الأرباب هكذا وقفت على مناجاتهم إياها ولذلك قال تعالى وأنه هو رب الشعرى فلو لم يعبد كوكب في السماء لساغ هذا التأويل لهذا المتأول وهذا أبو كبشة الذي كان شرع عبادة الشعرى هو من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمة ولذلك كانت العر تنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فتقول ما فعل ابن أبي كبشة حيث أحدث عبادة إله واحد كما أحدث جده عباد الشعرى ومن أقطاب هذا المقام ممن كان قبلنا محمد ابن علي الترمذي الحكيم ومن شيوخنا أبو مدين رحمه الله وكان يعرف في العالم العلوي بأبي النجاوبة يسمونه الروحانيون وكان يقول رضي الله عنه سورتي من القرآن تبارك الذي بيده الملك ومن أجل هذا كنا نقول فيه أنه أحد الإمامين لأن هذا هو مقام الإمام ثم نقول ولما كان الحق تعالى مجيبا لعبده المضطر فيما يدعوه به ويسأله منه صار نفس أنه ملك لله تعالى من غير أن يتخلل هذا الحال دعوى تناقضه تفإذا كان بهذه المثابة حينئذ يصدق عليه أنه مللك عنده فإن شابتهه رائحة من الدعوى وذلك بأن يدعى لنفسه نملكا عريا عن حضوره في تمليك الله إياه ذلك الأمر الذي سماه ملكا له وملكا لم يكن في هذا المقام ولا صح له أن يقول في الحق أنه ملك الملك وأن كان كذلك في نفس الأمر فقد أخرج هذا نفسه بدعواه بجهله أنه ملك لله وغفلته في أمر ما فيحتاج صاحب هذا المقام إلى ميزان عظيم لا يبرح بيده ونصب عينه وصل وأما أسرار الاشتراك بين الشريعتين فمثل قوله تعالى ' أقم الصلاة لذكري وهذا مقام ختم الأولياء ومن رجاله اليوم خضر والياس وهو تقرير الثاني ما أثبته الأول من الوجه الذي أثبته مع مغايرة الزمان ليصح المتقدم والمتأخر وقد لا يتغير المكان ولا الحال فيقع الخطاب بالتكليف للثاني من عين ما وقع للأول ولما كان الوجه الذي جمعهما لا يتقيد بالزمان والأخذ منه أيضا لا يتقيد بالزمان جاز الاشتراك في الشريعة من شخصين إلا أن العبارة يختلف زمانها ولسانها إلا أن ينطقا في آن واحد بلسان واحد كموسى وهرون لما قيل لهما اذهبا إلى فرعون إنه طغى ومع هذا كله فقد قيل لهما فقولا له قولا لينا فأتى بالنكرة في قوله قولا ولا سيما وموسى يقول هو أفصح مني لسانا يعني هرون فقد يمكن أن يختلفا في العبارة في مجلس واحد فقد جمعهما مقام واحد وهو البعث في زمان واحد إلى شخص واحد برسالة واحدة وإن كان قد منع وجود مثل هذا جماعة من أصحابنا وشيوخنا كأبي طالب المكي ومن قال بقوله وإليه نذهب وبه أقول وهو الصحيح عندنا فإن الله تعالى لا يكرر تجليا على شخص واحد ولا يشرك فيه بين شخصين للتوسع الإلهي وإنما الأمثال والأشباه توهم الرائي والسامع للتشابه الذي يعسر فصله الأعلى أهل الكشف والقائلين من المتكلمين أن العرض لا يبقى زمانين ومن الاتساع الإلهي إن الله أعطى كل شيء خلقه وميز كل شيء في العالم بأمر ذلك الأمر هو الذي ميزه عن غيره وهو أحدية كل شيء فما اجتمع اثنان في مزاج واحد قال أبو العتاهية . أهل الكشف والقائلين من المتكلمين أن العرض لا يبقى زمانين ومن الاتساع الإلهي إن الله أعطى كل شيء خلقه وميز كل شيء في العالم بأمر ذلك الأمر هو الذي ميزه عن غيره وهو أحدية كل شيء فما اجتمع اثنان في مزاج واحد قال أبو العتاهية .
Страница 243