Мекканские откровения
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Издатель
دار إحياء التراث العربي
Номер издания
الأولى
Год публикации
1418هـ- 1998م
Место издания
لبنان
وبناها على إعتدال قواها . . . وتجلى لها بما قواها اعلم أيدك الله أن هذا الباب يتضمن ذكر عباد الله المسمين بالملامية وهم الرجال الذين تحلوا من الولاية في أقصى درجاتها وما فوقهم الأدرجة النبوة وهذا يسمى مقام القربة في الولاية وآيتهم من القرآن حور مقصورات في الخيام ينبه لنعوت نساء الجنة وحورها على نفوس رجال الله الذين اقتطعهم إليه وصانهم وحبسهم في خيام صون الغيرة الإلهية في زوايا الكون أن تمتد إليهم عين فتشغلهم لا والله ما يشغلهم نظر الخلق إليهم لكنه ليس في وسع الخلق أن يقوموا بما لهذه الطائفة من الحق عليهم لعلو منصبها فتقف العباد في أمر لايصلون إليه أبدا فحبس ظواهرهم في خيمات العادات والعبادات من الأعمال الظاهة والمثابرة على الفرائض منها والنوافل فلا يعرفون بخرق عادة فلا يعظمون ولا يشار إليهم بالصلاح الذي في عرف العامة مع كونهم لا يكون منهم فساد فهم الخفياء الأبرياء المناء في العالم الغامضون في الناس فيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر والعلانية وكان غامضا في الناس يريد أنهم لا يعرفون بين الناس بكبير عبادة ولا ينتهكون المحارم سرا وعلنا قال بعض الرجال في صفتهم لما سءل عن المعارف قال مسود الوجه في الدنيا والاخرة في تجليات الحق له ولا يرى الإنسان عندنا في مرآة الحق إذا تجلى له غير نفسه ومقامه وهوكون من الكوان والكون في نور الحق ظلمة فلا يشهد إلا سواده فإن وجه الشيء حقيقته وذاته ولا يدوم التجلي إلا لهذه الطائفة على الخصوص فهم مع الحق في الدنيا والآخرة على ماذكرناه من دوام التجلي وهم الأفراد وأما إن أراد بالتسويد من السيادة وأراد بالوجه حقيقة الإنسان أي له االسيادة في الدنيا والآخرة فيمكن ولا يكون ذلك إلا للرسل خاصة فإنه كما لهم وهو في الأولياء نقص لأن الرسل مضطرون في الظهور لأجل التشريع والأولياء ليس لهم ذلك ألا ترى الله سبحانه أكمل الدين كيف أمره في السورة التي نعي الله إليه فيها نفسه فأنزل عليه إذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله أفواجا كمل ما أريد منه من تبليغ الرسالة وطلب بالأستغفاار أن يستره عن خلقه في حجاب صونه لينفرد به دون خلقه دائما فإنه كان في زمان التبليغ والإرشاد وشغله بأداء الرسالة فإن له وقتا لا يسعه فيه غير ربه وسائر أوقاته فيما أمر به من النظر في كان توابا أي يرجع الحق إليك رجوعا مستصحبا لا يكون للخلق عندك فيه دخول بوجه من الوجوه وولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحده دون من كان في ذلك المجلس وعلم أن الله تعالى قد نعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وهو كان أعلم الناس به وأخذ الحاضرون يتعجبون من بكائه ولايعرفون سبب ذلك والأولياء إلا كابر إذا تركوا وأنفسهم لم يحتر أحد منهم الظهور أصلا لأنهم علموا أن الله ما خلقهم لهم ولا لأحد من خلقه بالتعلق من القصد الأول وإنما خلقهم له سبحانه فشغلوا أنفسهم بما خلقوا له فإن أظهرهم الحق عن غير إختيار منهم بأن يجعل في قلوب الخلق تعظيمهم فذلك إليه سبحانه ما لهم فيه تعمل وإن سترهم فلم يجعل لهم في قلوب الناس قدرا يعظمونهم من أجله فذلك إليه تتعالى فهم لا إختيار لهم مع اختيار الحق فإن خيرهم ولا بد فيختارون الستر عن الخلق والأنقطاع إلى الله ولما كان حالهم ستر مرتبتهم عن نفوسهم فكيف عن غيرهم تعين علينا أن نبين منازل صوننهم فمن منازل صونهم آداء الفائض في الجماعات والدخول مع الناس في كل بلد بزى ذلك البلد ولا يوطن مكانا في المسجد وتحتلف أماكنه في المسجد الذي تقام فيه الجمعة حتى تضيع عينه في غمار الناس وإذا كلم الناس فيكلمهم ويرى الحق رقيبا عليه في كلامه وإذا سمع كلام الناس سمع كذلك ويقلل من مجالسة الناس إلا من جيرانه حتى لا ييشعر به ويقضي حاجة الصغير والأرملة ويلاعب أولاده وأهله بما يرضي الله تعالى ويمزح ولا يقول إلا حقا وإن عرف في موضع انتقل عنه إلى غيره فإن لم يتمكن له الإننتقال استقصى منيعرفه وألح عليهم في حوائج الناس حتى يرغبوا عنه توإن كان عنده مقام التحول في الصور تحول كما كان للروحاني التشكل في صور بني آدم فلا يعرف أنه ملك وكذلك عند الله لأنهم صانوا قلوبهم أن يدخلها غير الله أو تتعلق بكون من الكوان سوى الله فليس لهم جلوس إلا مع الله ولا حديث إلا مع الله فهم بالله قائمون وفي الله ناظرون وإلى الله راحلون ومنقلبون وعن الله ناطقون ومن الله آخذون وعلى الله متوكلون وعند الله قانطون فما لهم معروف سواه ولا مشهود إلا إياه صانوا نفوسهم عن نفوسهمم فلا تعرفهم نفوسهم فهم في غيابات الغيب محجوبون هم ضنائن الحق المستخلصون ياكلون الطعام ويمشون في الأسواق مشى ستروا كل حجاب فهذه حالة هذه الطائفة المذكورة في هذا الباب تتمة شريفة لهذا الباب قلنا ومن هذه الحضرة بعثت الرسل سلام الله عليهم أجمعين مشرعين ووجد معهم هؤلاء تابعين لهم قائمين بأمرهم من عين واحدة أخذ عنها الأنبياء والرسل ما شرعوا وأخذ عنها الأولياء ما اتبعوهم فيه فهم التابعون على بصيرة العالمون بمن اتبعوه وفيما اتبعوه وهم العارفون بمنازل الرسل ومناهج السبل من الله ومقاديرهم عند الله تعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى الجزء السادس عشر والحمد لله أو تتعلق بكون من الكوان سوى الله فليس لهم جلوس إلا مع الله ولا حديث إلا مع الله فهم بالله قائمون وفي الله ناظرون وإلى الله راحلون ومنقلبون وعن الله ناطقون ومن الله آخذون وعلى الله متوكلون وعند الله قانطون فما لهم معروف سواه ولا مشهود إلا إياه صانوا نفوسهم عن نفوسهمم فلا تعرفهم نفوسهم فهم في غيابات الغيب محجوبون هم ضنائن الحق المستخلصون ياكلون الطعام ويمشون في الأسواق مشى ستروا كل حجاب فهذه حالة هذه الطائفة المذكورة في هذا الباب تتمة شريفة لهذا الباب قلنا ومن هذه الحضرة بعثت الرسل سلام الله عليهم أجمعين مشرعين ووجد معهم هؤلاء تابعين لهم قائمين بأمرهم من عين واحدة أخذ عنها الأنبياء والرسل ما شرعوا وأخذ عنها الأولياء ما اتبعوهم فيه فهم التابعون على بصيرة العالمون بمن اتبعوه وفيما اتبعوه وهم العارفون بمنازل الرسل ومناهج السبل من الله ومقاديرهم عند الله تعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى الجزء السادس عشر والحمد لله
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الرابع والعشرون في معرفة جاءت عن العلوم الكونية وما تضمنه من
العجائب ومن حصلها من العالم ومراتب أقطابها وأسرار الأشتراك بين شرريعتين والقلوب المتعشقة بعالم الأنفاس وبالأنفاس وأصلها وإلى كم تنتهي منازلها
تعجبت من ملك يعود بنا ملكا . . . ومن مالك أضحى لمملوكه ملكا
فذلك ملك الملك أن كنت ناظما . . . من اللؤلؤ المنثور من علمنا سلكا
فخذ عنوجود الحق علما مقدسا . . . ليأخ ذاك العلم من شاءه عنكا
فإن كنت مثلي في العلوم فقد ترى . . . بأن الذي في كونه نسخة منكا
فهل في العلى شيء يقااوم أمركم . . . وقد فتكت أسيافكم في الورى فتكا
Страница 240