Мекканские откровения
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Издатель
دار إحياء التراث العربي
Номер издания
الأولى
Год публикации
1418هـ- 1998م
Место издания
لبنان
إذا رام أمرا لا يكون خلافه . . . وليس لذاك الأمر في الكون صارف اعلم أيدك الله أنه لما خلق الله الأرواح المحصورة المدبرة للأجسام بالزمان عند وجود حركة الفلك لتعيين المدة المعلومة عند الله وكان عند أول خلق الزمان بحركته خلق الروح المدبرة روح محمد صلى الله عليه وسلم ثم صدرت الأرواح عند الحركات فكان لها وجود في عالم الغيب دون عالم الشهادة واعلمه الله بنبوته وبشره بها وآدم لم يكن إلا كما قال بين الماء والطين وانتهى الزمان بالاسم الباطن في حق محمد صلى الله عليه وسلم إلى وجود جسمه وارتباط الروح به انتقل حكم الزمان في جريانه إلى الاسم الظاهر فظهر محمد صلى الله عليه وسلم بذاته جسما وروحا فكان الحكم له باطنا أو لا في جميع ما ظهر من الشرائع على أيدي الأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين صم صار الحكم له ظاهرا فنسخ كل شرع أبرزه الاسم الباطن بحكم الاسم الظاهر لبيان اختلاف حكم الأسمين وإن كان المشرع واحدا وهو صاحب الشرع فإنه قال كنت نبيا وما قال كنت إنسانا ولا كنت موجودا وليست النبوة إلا بالشرع المقرر عليه من عند الله فأخبر أنه صاحب النبوة قبل وجود الأنبياء الذين هم نوابه في هذه الدنيا كما قررناه فيما تقدم من أبواب هذا الكتاب فكانت استدراته انتهاء دورته بالاسم الباطن وابتداء دورة أخرى بالاسم الظاهر فقال استدار كهيئته يوم خلقه الله في نسبة الحكم لنا ظاهرا كما كان في الدورة الأولى منسوبا إلينا باطنا أي إلى محمد وفي الظاهر منسوبا إلى من نسب إليه من شرع إبراهيم وموسى وعيسى وجميع الأنبياء والرسل وفي الأنبياء من الزمان أربعة حرم هود وصالح وشعيب سلام الله عليهم ومحمد صلى الله عليه وسلم وعينها من الزمان ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر ولما كانت العرب تنسافى الشهور فترد المحرم منها حلالا والحلال منها حراما وجاء محمد صلى الله عليه وسلم فرد الزمان إلى أصله الذي حكم الله به عند خلقه فعين الحرم من الشهور عرى حد ما خلقها الله عليه فلهذا قال في اللسان الظاهر أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه الله كذلك استدار الزمان فأظهر محمدا صلى الله عليه وسلم كما ذكرناه جسما وروحا بالاسم الظاهر حسا فنسخ من شرعه المتقدم ما أراد الله أن ينسخ منه وأبقى ما أراد الله أن يبقى منه وذلك من الأحكام خاصة لا من الأصول ولما كان ظهوره بالميزان وهو العدل في الكون وهو معتدل لأن طبعه الحرارة والرطوبة كان من حكم الآخرة فإن حركة الميزان متصلة بالآخرة إلى دخول الجنة والنار ولهذا كان العلم في هذه الأمة أكثر مما كان في الأوائل وأعطى محمد صلى الله عليه وسلم علم الأولين والآخرين لأن حقيقة الميزان تعطي ذلك وكان الكشف أسرع في هذه الأمة مما كان في غيرها الغلبة البرد واليبس على سائر الأمم قبلنا وإن كانوا أذكياء وعلماء فأجاد منهم معينون بخلاف ما هم الناس اليوم عليه ألا ترى هذه الأمة قد ترجمت جميع علوم الأمم ولو لم يكن المترجم عالما بالمعنى الذي دل عليه لفظ المتكلم به لما صح أن يكون هذا مترجما ولا كان ينطلق على ذلك اسم الترجمة فقد علمت هذه الأمة علم من تقدم واختصت بعلوم لم تكن للمتقدمين ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله فعلمت علم الأولين وهم الذين تقدموه ثم قال والآخرين وهو علم ما لم يكن عند المتقدمين وهو ما تعلمه أمته من بعده إلى يوم القيامة فقد أخبر أن عندنا علو ما لم تكن قبل فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق بذلك فقد ثبتت له صلى الله عليه وسلم السيادة في العلم في الدنيا وثبتت له أيضا السيادة في الحكم حيث قال لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ويبين ذلك عند نزول عيسى عليه السلام وحكمه فينا بالقرآن فصحت له السيادة في الدنيا بكل وجه ومعنى ثم أثبت السيادة له على سائر الناس يوم القيامة بفتحه باب الشفاعة ولا يكون ذلك لنبي يوم القيامة إلا له صلى الله عليه وسلم فقد شفع صلى الله عليه وسلم في الرسل والأنبياء أن تشفع نعم وفي الملائكة فأذن الله تعالى عند شفاعته في ذلك لجميع من له شفاعة من ملك ورسول ونبي ومؤمن أن يشفع فهو صلى الله عليه وسلم أول شافع بإذن الله وأرحم الراحمين آخر شافع يوم القيامة فيشفع الرحيم عند المنتقم أن يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط فيخرجهم المنعم المتفضل وأي شرف أعظم من دائرة تدار يكون آخرها أرحم الراحمين وآخر الدائرة متصل بأولها فأي شرف أعظم من شرف محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان ابتداء هذه الدائرة حيث اتصل بها آخرها لكمالها فبه سبحانه ابتدأت الأشياء وبه كملت وما أعظم شرف المؤمن حيث نلت شفاعته بشفاعة أرحم الراحمين فالمؤمن بين الله وبين الأنبياء فإن العلم في حق المخلوق وإن كان له الشرف التام الذي لا تجهل مكانته ولكن لا يعطى السعادة في القرب الإلهي إلا بالإيمان فنور الإيمان في المخلوق أشرف من نور العلم الذي لا إيمان معه فإذا كان الإيمان يحصل عنه العلم فنور ذلك العلم المولد من نور الإيمان أعلى وبه يمتاز على المؤمن الذي ليس بعالم فيرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين درجات على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم ويزيد العلم بالله فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ' أنتم أعلم بمصالح دنياكم فلا فلك أوسع من فلك محمد صلى الله عليه وسلم فإن له الإحاطة وهي لمن خصه الله بها من أمته بحكم التبعية فلنا الإحاطة بسائر الأمم ولذلك كنا شهداء على الناس فأعطاه الله من وحي أمر السموات ما لم يعط غيره في طالع مولده فمن الأمر المخصوص بالسماء الأولى من هناك لم يبدل حرف من القرآن لا كلمة ولو ألقى الشيطان في تلاوته ما ليس منها بنقص أو زيادة لنسخ الله ذلك وهذا عصمة ومن ذلك الثبات ما نسخت شريعته بغيرها بل ثبتت محفوظة واستقرت بكل عين ملحوظة ولذلك تستشهد بها كل طائفة ومن الأمر المخصوص بالسماء الثانية من هناك أيضا خص بعلم الأولين والآخرين والتؤدة والرحمة والرفق وكان بالمؤمنين رحيما وما أظهر في وقت غلظة على أحد إلا عن أمر إلهي حين قيل له جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم فأمر به لما لم يقتض طبعه ذلك وإن كان بشرا يغضب لنفسه ويرضى لنفسه فقد قدم لذلك دواء نافعا يكون في ذلك الغضب رحمة من حيث لا يشعر بها في حال الغضب فكان يدل بغضبه مثل دالته برضاه وذلك لأسرار عرفناها ويعرفها أهل الله منا فصحت له السيادة على العالم من هذا الباب فإن غير أمته قيل فيهم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون فأضلهم الله على علم وتولى الله فينا حفظ ذكره فقال ' إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون لأنه سمع العبد وبصره ولسانه ويده واستحفظ كتابه غير هذه الأمة فحرفوه ومن الأمر المخصوص من وحي السماء الثالثة من هناك أيضا السيف الذي بعثه به والخلافة واختص بقتال الملائكة معه منها أيضا فإن ملائكة هذه السماء قاتلت معه يوم بدر ومن هذه السماء أيضا بعث من قوم ليس لهم همه إلا في قرى الأضياف ونحر الجزر والحروب الدائمة وسفك الدماء وبهذا يتمدحون ويمدحون قيل في بعضهم . ين وآخر الدائرة متصل بأولها فأي شرف أعظم من شرف محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان ابتداء هذه الدائرة حيث اتصل بها آخرها لكمالها فبه سبحانه ابتدأت الأشياء وبه كملت وما أعظم شرف المؤمن حيث نلت شفاعته بشفاعة أرحم الراحمين فالمؤمن بين الله وبين الأنبياء فإن العلم في حق المخلوق وإن كان له الشرف التام الذي لا تجهل مكانته ولكن لا يعطى السعادة في القرب الإلهي إلا بالإيمان فنور الإيمان في المخلوق أشرف من نور العلم الذي لا إيمان معه فإذا كان الإيمان يحصل عنه العلم فنور ذلك العلم المولد من نور الإيمان أعلى وبه يمتاز على المؤمن الذي ليس بعالم فيرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين درجات على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم ويزيد العلم بالله فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ' أنتم أعلم بمصالح دنياكم فلا فلك أوسع من فلك محمد صلى الله عليه وسلم فإن له الإحاطة وهي لمن خصه الله بها من أمته بحكم التبعية فلنا الإحاطة بسائر الأمم ولذلك كنا شهداء على الناس فأعطاه الله من وحي أمر السموات ما لم يعط غيره في طالع مولده فمن الأمر المخصوص بالسماء الأولى من هناك لم يبدل حرف من القرآن لا كلمة ولو ألقى الشيطان في تلاوته ما ليس منها بنقص أو زيادة لنسخ الله ذلك وهذا عصمة ومن ذلك الثبات ما نسخت شريعته بغيرها بل ثبتت محفوظة واستقرت بكل عين ملحوظة ولذلك تستشهد بها كل طائفة ومن الأمر المخصوص بالسماء الثانية من هناك أيضا خص بعلم الأولين والآخرين والتؤدة والرحمة والرفق وكان بالمؤمنين رحيما وما أظهر في وقت غلظة على أحد إلا عن أمر إلهي حين قيل له جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم فأمر به لما لم يقتض طبعه ذلك وإن كان بشرا يغضب لنفسه ويرضى لنفسه فقد قدم لذلك دواء نافعا يكون في ذلك الغضب رحمة من حيث لا يشعر بها في حال الغضب فكان يدل بغضبه مثل دالته برضاه وذلك لأسرار عرفناها ويعرفها أهل الله منا فصحت له السيادة على العالم من هذا الباب فإن غير أمته قيل فيهم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون فأضلهم الله على علم وتولى الله فينا حفظ ذكره فقال ' إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون لأنه سمع العبد وبصره ولسانه ويده واستحفظ كتابه غير هذه الأمة فحرفوه ومن الأمر المخصوص من وحي السماء الثالثة من هناك أيضا السيف الذي بعثه به والخلافة واختص بقتال الملائكة معه منها أيضا فإن ملائكة هذه السماء قاتلت معه يوم بدر ومن هذه السماء أيضا بعث من قوم ليس لهم همه إلا في قرى الأضياف ونحر الجزر والحروب الدائمة وسفك الدماء وبهذا يتمدحون ويمدحون قيل في بعضهم . ضروب بنصل السيف سوق سمانها . . . إذا عدموا زادا فإنك عاقر
وقال الآخر منهم يمدح قومه
لا يبعدون قومي الذين همو . . . سم العداة وآفة الجزر
النازلون بكل معترك . . . والطيبون معاقد الأزر
فمدحهم بالكرم والشجاعة والعفة يقول عنترة بن شداد في حفظ الجار في أهله
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي . . . حتى يواري جارتي مأواها
Страница 197