Китаб аль-Футух
كتاب الفتوح
عليهم، قال خالد: وكيف ذلك؟قال: لأني كنت في السرية التي قد وافتهم فلما نظروا إلينا قالوا: من أين أنتم؟قلنا: نحن المسلمون، فقالوا: ونحن المسلمون، ثم أذنا وصلينا فصلوا معنا، فقال خالد: صدقت يا[أبا-][ (1) ]قتادة إن كانوا قد صلوا معكم فقد منعوا الزكاة التي تجب عليهم ولا بد من قتلهم. قال: فرفع شيخ منهم صوته وتكلم فلم يلتفت خالد إليه وإلى مقالته فقدمهم فضرب أعناقهم عن آخرهم[ (2) ]. قال: وكان أبو قتادة قد عاهد الله أنه لا يشهد مع خالد بن الوليد مشهدا أبدا بعد ذلك اليوم.
قال: ثم قدم خالد مالك بن نويرة ليضرب عنقه فقال مالك: أتقتلني وأنا مسلم أصلي إلى القبلة!فقال له خالد: لو كنت مسلما لما منعت الزكاة ولا أمرت قومك بمنعها والله!ما نلت ما في مثابتك حتى أقتلك. قال: فالتفت مالك بن نويرة إلى امرأته فنظر إليها ثم قال: يا خالد!بهذه قتلتني؟فقال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن دين الإسلام وجفلك لإبل الصدقة وأمرك لقومك بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم. قال: ثم قدمه خالد فضرب عنقه صبرا[ (3) ]. فيقال إن خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك[ (4) ]ودخل بها، وعلى ذلك أجمع أهل العلم.
[ (1) ]سقطت من الأصل.
[ (2) ]كذا بالأصل، ويفهم من رواية الطبري والأغاني أن قتلهم لم يكن مقررا إنما كان لسوء فهم أمر أصدره خالد بقوله: أدفئوا أسراكم وكان في لغة كنانة إذا قالوا: دثروا الرجل فأدفئوه، دفئه أي اقتلوه من الدفء. فظن القوم-وهي في لغتهم القتل-أنه أراد القتل، فقتلوهم. وقد عبر خالد عن أسفه بقوله: إذا أراد الله أمرا أصابه (3/278 الأغاني 15/301) .
[ (3) ]كذا بالأصل، وهو ما ذهب إليه اليعقوبي، وأما في الرواية المتقدمة عن الطبري والأغاني أن ضرار بن الأزور هو الذي قتل مالكا. ويقول أخوه متمم بن نويرة يرثيه:
فعشنا بخير في الحياة وقبلنا # أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
وكنا كندماني جذيمة حقبة # من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا # لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
في أبيات (الأغاني-الكامل لابن المبرد-أدب الكاتب وقال:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت # خلف البيوت قتلت يا بن الأزور
أدعوته بالله ثم غدرته # لو هو دعاك بذمة لم يغدر
[ (4) ]هي أم تميم بنت المنهال بن عصمة الرياحي وهو الذي كفن مالكا- بثوبيه.
Страница 20