116

بعض بطارقته: نعم أيها الملك وإنهم لرهبان بالليل صوام بالنهار، لو سرق بينهم ملكهم شيئا لقطعوه. ولو زنى أحد منهم لرجموه، قال القنفلان: إنه قد بلغني عنهم ذلك، ووالله إن بطن الأرض خير لي من ظهرها لأني قد علمت أنه ليس لي بهم طاقة، ولا لي في قتالهم خيرة، ولو لا أني أخاف غضب الملك الأكبر إذا لسألتهم الصلح فلعلي أنجو منهم وأدخل في دينهم[ (1) ].

قال: فبينا المسلمون على باب دمشق وقد طمعوا في فتحها عنوة لشدة حصارهم إياها إذ بلغهم أن أبا بكر الصديق عليل، فاغتموا لذلك غما شديدا وكتموا ذلك على أهل دمشق.

[ (1) ]زيد في فتوح الشام للأزدي ص 98: فراوض المسلمين على الصلح، فأخذ لا يعطيهم ما يرضيهم، ولا يتابعونه على ما يسأل، وهو في ذلك لا يمنعه من الصلح والفراغ إلا أنه بلغه أن قيصر يجمع المجموع للمسلمين، وأنه يريد غزوهم، فكان ذلك مما يمنعه من تعجيل الصلح.

Страница 120