قال الكاردينال: «إذن، فسأجعله فارسا! فعندما يلتحم أربعة رجال معا في صداقة وطيدة، فمن العدل أن يعملوا معا.»
حين سمع دارتانيان هذا النبأ أحس بفرحة عارمة تجتاح كيانه؛ إذ كان حلم حياته أن يصير فارسا. ولم يكن أصدقاؤه الثلاثة بأقل منه فرحا.
قال دارتانيان: «يا للسماء! لقد أتت فكرتك يا آثوس، بأعظم مما ظننت؛ فقد اكتسينا بالمجد، وصرت فارسا، رغم سرية هدفنا.»
قال آثوس: «نعم، وزيادة على ذلك، فسيظل حديثنا سريا، دون أن يشتبه فينا أحد، في كل مرة نرى فيها معا.»
في ذلك المساء، قدم دارتانيان نفسه للسيد ديسار، قبل انتقاله إلى فرقة الفرسان. وكان السيد ديسار يجل دارتانيان كثيرا، فعرض عليه نقودا لتغطية نفقات حلته الجديدة، والمطالب الأخرى اللازمة له، فشكره دارتانيان في أدب جم، رافضا قبول أية مساعدة من أي إنسان. إلا أنه انتهز هذه الفرصة، وطلب من السيد ديسار أن يثمن له الماسة، لأنه يريد بيعها. وبعد ظهر اليوم التالي، ذهب خادم السيد ديسار إلى دارتانيان، فسلمه كيسا يحوي سبعة آلاف جنيه، ثمنا لخاتم الملكة الماسي.
بعد ذلك بعدة أمسيات، تقابل الأصدقاء الأربعة، ليكملوا حديثهم الخاص. ولم يبق إلا أن يكتبوا الرسالة، ويقرروا من من رجالهم سيحملها. وبعد مناقشة طويلة، عهدوا بكتابة الرسالة إلى أراميس، العالم، وواعظ المستقبل، فكتب الرسالة التالية:
سيدي اللورد
تشرف كاتب هذه السطور القليلة بأن تبارز معك في ساحة مسيجة خلف اللوفر. وإذ أقررت عدة مرات، أنك صديق هذا الشخص، فإنه يرى من واجبه على طريق هذه الصداقة، أن يرسل إليك هذه المعلومات. لقد كدت، ذات مرة، أن تكون ضحية إحدى قريباتك، التي تعتقد أنها وارثتك الوحيدة؛ لأنك تجهل أنها قبل زواجها في إنجلترا، كانت متزوجة في فرنسا ولكنك قد تموت هذه المرة!
لقد غادرت قريبتك روشيل إلى إنجلترا، أثناء الليل، فترقب وصولها؛ لأن لديها خططا عظمى رهيبة، وإذا أردت أن تعرف ما هي قادرة على فعله فاقرأ تاريخ ماضيها على كتفها اليسرى!
وبعد الفراغ من الرسالة، قرروا إرسال بلانشيه، خادم دارتانيان، بها إلى لندن، ونودي عليه، وزود بالتعليمات، مع سبعمائة جنيه مصروفا للرحلة، ووعد بسبعمائة جنيه أخرى عند عودته ظافرا.
Неизвестная страница