ثمَّ جاب الْبِلَاد شرقا وغربا وَأخذ من علمائها حَتَّى برع فِي الْعُلُوم كلهَا سِيمَا فِي التَّفْسِير والْحَدِيث واللغة
وتصانيفه تنيف على أَرْبَعِينَ مصنفا
وَكَانَ لَا يدْخل قَرْيَة إِلَّا أكْرمه واليها وَأَهْلهَا
وَكَانَ سريع الْحِفْظ يرْوى أَنه كَانَ لَا ينَام حَتَّى يحفظ مئتي سطر أَو عشْرين سطرا الشَّك مني
ولد سنة تسع وَعشْرين وَسبع مئة وَذكر فِي الْقَامُوس فِي ك ر ز برَاء بعد الْكَاف ثمَّ زَاي أَنه ولد بكارزين انْتهى
وَتُوفِّي قَاضِيا بزبيد من بِلَاد الْيمن لإحدى عشرَة بقيت من شَوَّال سنة سِتّ أَو سبع عشرَة وثماني مئة وَهُوَ ممتع بحواسه وَدفن بتربة الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي
وَقد زرته مرَارًا وقبره مَعْرُوف مزور
وَهُوَ آخر من مَاتَ من الرؤساء الَّذين انْفَرد كل مِنْهُم بفن فاق فِيهِ أقرانه على رَأس الْقرن الثَّامِن وهم
سراج الدّين البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَالشَّيْخ زين الدّين الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَالشَّيْخ سراج الدّين بن الملقن فِي كَثْرَة التصانيف فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالشَّيْخ شمس الدّين الفناري فِي الِاطِّلَاع على كل الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَالشَّيْخ أَبُو عبد الله بن عَرَفَة فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَفِي سَائِر الْعُلُوم بالمغرب وَالشَّيْخ مجد الدّين فِي اللُّغَة رَحِمهم الله تَعَالَى رَحْمَة وَاسِعَة
1 / 21