قَالَه السُّيُوطِيّ مَعَ سَعَة اطِّلَاعه
وَقد حكى الثعالبي فِي الْيَتِيمَة هَذِه الْقَضِيَّة على غير مَا حَكَاهُ السُّيُوطِيّ وَلَا مُنَافَاة بَينهمَا
فصل
قَالَ السُّيُوطِيّ إِن غَالب كتب اللُّغَة لم يلْتَزم مؤلفوها فِيهَا الصَّحِيح بل جمعُوا مِنْهَا مَا صَحَّ وَغَيره وينبهون على مَا لم يثبت غَالِبا
فَأول من الْتزم الصَّحِيح مُقْتَصرا عَلَيْهِ الإِمَام أَبُو نصر إِسْمَاعِيل بن عَطاء بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي
وَلِهَذَا سمى كِتَابه الصِّحَاح بِكَسْر الصَّاد وَهُوَ الْمَشْهُور جمع صَحِيح وَبِفَتْحِهَا وَهُوَ مُفْرد قَالَه يحيى الْخَطِيب التبريزي وَقَالَ إِلَّا أَن فِيهِ تحريفا قَلِيلا مغتفرا جنب الْكثير الَّذِي اجْتهد فِيهِ
وروى الثعالبي فِي يتيمة الدَّهْر عَن بعض الأدباء
(هَذَا كتاب الصِّحَاح سيد مَا ... صنف قبل الصِّحَاح فِي الْأَدَب)
(تَشْمَل أبوابه وَتجمع مَا ... فرق فِي غَيره من الْكتب)
وَقَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ فِي مُعْجم الأدباء
كتاب الصِّحَاح وَهُوَ الَّذِي بأيدي النَّاس الْيَوْم عَلَيْهِ اعتمادهم أحسن الْجَوْهَرِي تأليفه وجود تصنيفه وَهَذَا مَعَ تَصْحِيف فِيهِ فِي عدَّة مَوَاضِع تتبعها عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ
وَقد ألف عبد الله بن بري الْحَوَاشِي على الصِّحَاح وصل فِيهَا إِلَى حرف السِّين فأكملها عبد الله بن مُحَمَّد البطي
1 / 30