من شرح بلوغ المرام للطريفي

Абдул Азиз ат-Тарифи d. Unknown
68

من شرح بلوغ المرام للطريفي

من شرح بلوغ المرام للطريفي

Жанры

وكذلك فإن الحفاظ عليهم رحمة الله يتسامحون في رواية النساء إذا كن من طبقة متقدمة لذلك يقول الإمام الذهبي عليه رحمة الله: لا يعرف في النساء متهمة ولا متروكة، أي من جهة الرواية وإنما سائر النساء أو أكثر النساء التي يأتين في الروايات إنما هن في عداد المجاهيل وفي عداد المستورين ولا يعرف امرأة هي في عداد الكذابين أو في عداد المتروكين وهذا من القرائن التي يقبل فيها الخبر، ولا يطلق قبول رواية النساء مطلقًا ولكن إذا احتفت القرائن بأحاديث المجاهيل ومنهم النساء فإن الحفاظ عليهم رحمة الله يقبلونها، ومنها هذا الحديث فإنه حديث مستقيم وقد اختفت القرائن به، منها أن رواته من المستورات من النساء ممن روين عن طبقة متقدمة، وكذلك قد جاء في قصة مما يدل على ضبط الناقل لها. وكذلك يعتضد بتصحيح الحفاظ وكذلك توثيقهم لرواته كما قال الإمام الدارقطني عليه رحمة الله: رجاله ثقات معروفون، وهو يعلم أن في إسناده حميدة وكذلك كبشة عن أبي قتادة ﵁. وهذا الخبر قد أخرجه ابن خزيمة وابن حبّان وهما لا يخرجان إلا الصحيح عندهما في صحيحهما عليهما رحمة الله. وقوله ﷺ: (إنها ليست بخس): النجس: هنا هو من النجاسة ويقابله الطهارة، فيدل على أن الهرة وما في حكمها في عداد الطاهرات، والهرة هي:دابة صغيرة من فصيلة السنور، ويدخل في حكمها ما عمت به البلوى مما هو في حجمها. واختلف أهل العلم هل مراد النبي ﷺ هنا بعدم نجاسة الهرة هل هو لخلقتها لحجمها أو لأنه عمت بها البلوى فكانت من الطوافين؟ فذهب جمهور أهل العلم إلى أنها مما تعم بها البلوى وأنها من الطوافين ولذلك نص النبي ﷺ على ذلك بقوله إنها من الطوافين عليكم.

1 / 68