فيما يتعلق بالحديد المتقد الذي لا يتضخم حجمه، ويظل في حدوده الأولى تستثنى حركة الجسم الموضعية أو الامتدادية في الجملة. (11)
وكذلك تستثنى حركة الجسم الموضعية أو الامتدادية فيما يتعلق بالهواء المحفوظ في الأوعية الزجاجية، حيث يتمدد ولا ترتفع درجة الحرارة فيه. (12)
فيما يتعلق بسهولة إحماء الأجسام بغير تلف أو تغير ملحوظ، تستثنى طبيعة التلف أو الاتصال العنيف بطبيعة أخرى. (13)
فيما يتعلق بالاتفاق والتطابق بين الآثار المتشابهة، التي تؤثرها الحرارة أو البرودة، تستثنى حركة الجسم في الجملة سواء كانت امتدادية أو انقباضية. (14)
فيما يتعلق بالحرارة التي تتولد من تماس الأجسام، تستثنى الطبيعة الأساسية أو الأصلية، وأعني بالطبيعة الأساسية أو الأصلية تلك التي توجد في الأشياء مستقرة فيها، ولا تنتقل إليها من طبيعة غريبة عنها.
وهناك طبائع أخرى غير ما تقدم؛ لأن هذه الجداول إنما قصد بها التمثيل، ولم يقصد بها الحصر والاستيفاء.
وجميع هذه الطبائع التي ذكرت فيما تقدم ليس لها نمط الحرارة، ويتحرر الإنسان منها جميعا في تجارب البحث عنها ... •••
ذلك مثال لأسلوب باكون في المضاهاة والمقابلة بين العوارض المثبتة، والنافية لإقصاء الأسباب الوهمية، والنفاذ إلى الأسباب الصحيحة التي تعلل بها كل ظاهرة طبيعية.
وهي خطوة تسبقها في رأيه خطوة لازمة لإعداد الذهن، وإبرائه من عوائق البحث الصادق والملاحظة الرشيدة، أو تخليصه من تلك الآفات التي اصطلح باكون على تسميتها بالأوثان
Idols ، وعنى بها العقائد والموروثات التي تنحرف به عن قصده، وتميل به إلى السخف والضلالة.
Неизвестная страница