ОСНОВЫ ИСЛАМСКОГО ОБРАЗОВАНИЯ И ЕГО МЕТОДЫ В ДОМЕ, ШКОЛЕ И ОБЩЕСТВЕ
أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع
Издатель
دار الفكر
Номер издания
الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ
Год публикации
٢٠٠٧م
Жанры
وتتحمل الأسرة، وقوامها الأبوان، مسئولية رحمة الأولاد، ومحبتهم والعطف عليهم؛ لأن هذا من أهم أسس نشأتهم ومقومات نموهم النفسي والاجتماعي، نموا قويما سويا.
فإذا لم تتحقق المحبة للأولاد بالشكل الكافي المتزن، نشأ الطفل منحرفا في مجتمعه، لا يحس التآلف مع الآخرين، ولا يستطيع التعاون أو تقديم الخدمات والتضحيات، وقد يكبر فلا يستطيع أن يكون أبا رحيما، أو زوجا متزنا حسن المعشر، ولا جارا مستقيما لا يؤذي جيرانه، وهكذا دواليك.
لذلك ضرب لنا رسول الله ﷺ مثلا أعلى في محبة الأطفال ورحمتهم، والصبر على مداعبتهم، وهذه بعض الأدلة من حياته ﷺ: روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أن قال: حدثنا أبو قتادة قال:
"خرج علينا النبي ﷺ، وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصل فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها"١، وروي أن أبا هريرة ﵁ قال: قبل رسول الله ﷺ الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: "إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا"، فنظر إليه رسول الله ﷺ، ثم قال: "من لا يرحم لا يرحم" ٢.
وعن عائشة ﵂ قالت: "جاء أعرابي إلى النبي ﷺ، فقال: "تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم"، فقال النبي ﷺ: "أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ " ٣، وكان رسول الله ﷺ يأخذ أسامة بن زيد فيقعده على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: "اللهم ارحمهما فإني أرحمهما" ٤.
النتائج التربوية:
أ- تدل هذه الأحاديث على تعنيف رسول الله ﷺ لكل أبوين لا يقبلان أولادهما ولا يرحمانهم، ولا يعطفان عليهم، وقد اتهمهم رسول الله ﷺ بانتزاع الرحمة من قلوبهم، كما هددهم بألا يرحمهم الله يوم القيامة: "من لا يَرحم لا يُرحم".
١ صحيح البخاري، ٤/ ٣٦، الطبعة الأولى - المطبعة العثمانية المصرية.
٢ صحيح البخاري، ٤/ ٣٦، المطبعة العثمانية المصرية.
٣ صحيح البخاري، ٤/ ٣٦، المطبعة العثمانية المصرية.
٤ المصدر ذاته ص٣٦.
1 / 113