79

Foundations and Principles and Applications of Reflection

القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

Издатель

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

Жанры

٦ - قال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (٣١) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (٣٣) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (٣٤) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (٣٦) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٩) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (٤٠)﴾ (ص). قال السعدي: ﵀: «من ترك شيئا لله عَوَّضَه الله خيرًا منه؛ فسليمان ﵇ عَقَر الجِيَاد الصَّافِنَات المحبوبة للنفوس على هذا التفسير تقديمًا لمحبة الله، فَعَوَّضَه الله خيرًا من ذلك، بأن سَخَّر له الريح الرُّخَاء اللَّيِّنَة، التي تجري بأمره إلى حيث أراد وقصد، غُدُوُّها شهر، ورَوَاحُها شهر، وسَخَّر له الشياطين، أهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون» (١). ٧ - قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)﴾ (المجادلة). قال ابن كثير ﵀: «وفي قوله تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (٢٢)﴾، سِرٌّ بديع وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله، عَوَّضَهم الله بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المُقيم، والفوز العظيم والفضل العميم» (٢).

(١) تفسير السعدي (ص ٧١٢)، وانظر: تفسير ابن كثير (٧/ ٧٣)، مدارج السالكين (٢/ ٤٢٦). (٢) تفسير ابن كثير (٨/ ٥٥).

1 / 84