188

Foundations and Principles and Applications of Reflection

القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

Издатель

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

Жанры

١٤ - قال تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا (٥٦)﴾ (الأعراف). قال ابن القيم ﵀: «وذكر الطمع - الذي هو الرجاء- في آية الدعاء؛ لأن الدعاء مبني عليه، فإن الداعي ما لم يطمع في سؤاله ومطلوبه لم تتحرك نفسه لطلبه؛ إذ طلب ما لا طمع فيه ممتنع» (١). ١٥ - قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (٩٩)﴾ (الأعراف). قال السعدي ﵀: «وهذه الآية الكريمة فيها من التخويف البليغ على أن العبد لاينبغي له أن يكون آمنًا على ما معه من الإيمان، بل لايزال خائفًا وَجِلًا أن يُبتلى ببلية تسلب ما معه من الإيمان، وألا يزال داعيًا بقوله: «يا مقلب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك»، وأن يعمل ويسعى، في كل سبب يُخَلِّصه من الشر عند وقوع الفتن، فإن العبد -ولو بلغت به الحال ما بلغت- فليس على يقين من السلامة» (٢). ١٦ - قال تعالى: ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (١١٥) قَالَ أَلْقُوا﴾ (الأعراف: ١١٥ - ١١٦)، وقال تعالى: ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (٦٥) قَالَ بَلْ أَلْقُوا﴾ (طه: ٦٥ - ٦٦). فما وجه طلب موسى ﵇ أن تكون البَدَاءَة منهم؟ قال ابن كثير ﵀: «لأن موسى أراد أن تكون البَدَاءَة منهم؛ ليرى الناس ما صنعوا، ثم يأتي بالحق بعده، فيدمغ باطلهم» (٣).

(١) السابق (٣/ ١٢). (٢) تفسير السعدي (ص ٢٩٨). (٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٢٨٦).

1 / 196