Основы и методы да'ва 1 - Университет Аль-Мадина
أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة
Издатель
جامعة المدينة العالمية
Жанры
وحوارات الإسلام ومجادلاته لا تحمل بين طيّاتها مداهنات النفاق، ولا تقبل التّخلي عن الثوابت العقائدية الإسلامية مجاملة للآخَرين. كما أنّ الإسلام لا يعرف اللقاء في منتصف الطريق، كما يروّج له دعاة هذا الحوار. وقد رفض الرسول ﷺ ما عرَضتْه عليه قريش من تبادل العبادة بين الإسلام والشّرك، حيث قالوا: نعبد إلهك عامًا، وتعبد آلهتنا عامًا آخر؛ فنزل الله قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ (الكافرون: ١، ٢).
هذا، وممّا ينبغي أن يعرفه الدّعاة إلى الله: أنه تكْمن خلْف قضية "حوار الأديان": الأمور الخطيرة التالية:
أولًا: أن يفقد الإسلام خصائصه العقائديّة والعباداتية والأخلاقية، ويصبح المسلم كالماء، لا طعم له، ولا لون، ولا رائحة.
ثانيًا: إضفاء صفة الشّرعية على المعتقدات الوثنية التي تحفل بها النصرانية، كعقيدة التثليث وما يتْبعها من طقوس لا تمُتّ إلى الدِّين الحقّ بصِلة.
ثالثًا: تهميش دوْر الدِّين في الحياة الاجتماعية، سياسيًا، وثقافيًا، واقتصاديًا.
رابعًا: الانطلاق بالعقل والعلْم بعيدًا عن ضوابط الدِّين وقواعد الأخلاق، ممّا ينتج عن ذلك: إفساد الفطرة بالتلاعب في الجينات الوراثية، وتخريب البيئة بأسلحة الدّمار.
خامسًا: الإيمان بالمحسوس، مع عدم الاهتمام بغير المحسوس، كالإيمان بالبعث والحشر، والثواب والعقاب؛ فهذه قضايا مستبعَدة في الفكر الغربي الحديث تمامًا.
سادسًا: الانغماس في التّرف، وتحطيم مقوّمات الأسرة، وإباحة الشذوذ، تحت دعاوى الحرية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة.
1 / 234