165

Основы и методы да'ва 1 - Университет Аль-Мадина

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

Издатель

جامعة المدينة العالمية

Жанры

وكما وصفت ابنة الرّجل الصالح موسى ﵇ في قوله تعالى: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ (القصص:٢٦). ٦ - صيانة وحماية ضروريّات الإسلام الخمْس -الدِّين، النّفْس، العقل، النّسل، المال-، ووضْع التشريعات والنّظم التي تكفل ذلك وتحقّقه. هذه الأمور مجتمعة تستوجب وجودَ حاكم يترأّس جهازًا حكوميًا يحقّق ذلك، في إطار المحافظة على ثوابت الأمّة عقيدة وشريعة، مع الأخذ بالأساليب العلّميّة والتقنية التي تساعد على ذلك. ثانيًا: كيفيّة اختيار الحاكِم في الإسلام: لم يضع الشّرع الإسلامي طريقةً مُعيّنةً ومُحدّدة يتمّ من خلالها اختيار الحاكم، ولكن تُركت لِما يتّفق عليه المسلمون حسب ظروف كلّ عصر وبيئته. فلقد تمّ اختيار أبو بكر الصدّيق ﵁ من خلال بيْعة عامّة في مسجد الرسول ﷺ، بعدما حُسم الأمر في سقيفة بني ساعدة. وعَيّن ﵁ عمرَ بن الخطاب ﵁، بعد مشورة كبار الصحابة. وقد جعَل عمرُ الخلافة من بعدُ في سِتّة نفَر مِن صحابة رسول الله ﷺ، على أن يختاروا أحدَهم، ووضَع لهم ضوابط دقيقة للاختيار. ولقد تمّ اختيارُ عثمان بن عفان ﵁، وتمّت بيْعة عامّة بعده لعليّ بن أبي طالب ﵁. ثم حدث ما حدث مِن تحوّل الحُكم بعده مُلكًا يُتوارث خلال الدولة الأموية والعباسية. ثم انقلب الأمْر أحيانًا، فوثب على سدّة الحُكم بالقوة كما كان يحدث خلال حُكم المماليك قديمًا والانقلابات العسكرية حديثًا. ولقد رضيت الأمة إن طوعًا أو كرهًا بهذه الأنواع، إذ إن المقصد والهدف والغاية: أن يتحقّق العدل،

1 / 181