Фитна
الفتنة ووقعة الجمل
Исследователь
أحمد راتب عرموش
Издатель
دار النفائس
Номер издания
السابعة
Год публикации
1413 AH
Место издания
عمان
يمتنعوا في الجاهلية والناس يأكل بعضهم بعضا إلا بالله الذي لا يستذل من أعز ولا يوضع من رفع فبوأهم حرما آمنا يتخطف الناس من حولهم هل تعرفون عربا أو عجما أو سودا أو حمرا إلا قد أصابه الدهر في بلده وحرمته بدولة١ إلا ما كان من قريش فإنه لم يردهم أحد من الناس بكيد إلا جعل الله خده الأسفل حتى أراد الله أن يستنقذ من أكرم واتبع دينه من هوان الدنيا وسوء مرد الآخرة فارتضى لذلك خير خلقه ثم ارتضى له أصحابا فكان خيارهم قريشا ثم بنى هذا الملك عليهم وجعل هذه الخلافة فيهم ولا يصلح ذلك إلا عليهم فكان الله يحوطهم في الجاهلية وهم على كفرهم بالله أفتراه لا يحطوهم وهم على دينه وقد حاطهم في الجاهلية من الملوك الذين كانوا يدينونكم! أف لك ولأصحابك! ولو أن متكلما غيرك تكلم ولكنك ابتدأت فأما أنت يا صعصعة فإن قريتك شر قرى عربية أنتنها نبتا وأعمقها واديا وأعرفها بالشر وألأمها جيرانا لم يسكنها شريف قط ولا وضيع إلا سب بها وكانت عليه هجنه ثم كانوا أقبح العرب القابا وألأمه أصهارا نزاع الأمم٢ وأنتم جيران الخط وفعلة فارس حتى أصابتكم دعوة النبي ﷺ ونكبتك دعوته وأنت نزيع شطير٣ في عمان لم تسكن البحرين فتشركهم في دعوة النبي ﷺ فأنت شر قومك حتى إذا أبرزك الإسلام وخلطك بالناس وحملك على الأمم التي كانت عليك أقبلت تبغي دين الله عوجا وتنزع إلى اللآمة٤ ولا يضع ذلك قريشا٥ ولن
_________
١ - دال الزمان دولة: انقلب من حال إلى الحال، وأصابه الدهر بدولة أي غير حاله إلى أسوا.
٢ - نزاع: جمع نازع، والنازع والنزيع: الغريب. (أقرب الموارد) .
٣ - الشطير: الغريب ط٤ – ٣٢٠.
٤ - اللآمة: من اللؤم.
٥ - لا يضع ذلك قريشا: لا يخفض منزلتها.
1 / 38