Великое раздорие (часть вторая): Али и его сыновья
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
Жанры
ويروي المؤرخون كذلك أن عليا أمر من حوله أن يحسنوا طعام ابن ملجم ويكرموا مثواه، فإن برئ من ضربته نظر، فإما عفا وإما اقتص، وأمرهم إن مات أن يلحقوه به ولا يعتدوا؛ إن الله لا يحب المعتدين.
ويروي المؤرخون كذلك أن آخر كلام سمع من علي قبل أن يموت هو قول الله عز وجل:
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
ويزعم الرواة من أصحاب الجماعة أن عليا لم يستخلف على المسلمين أحدا، وأنه سئل عن رأيه في بيعة الحسن ابنه بعده، فقال: لا آمركم ولا أنهاكم.
ويزعم الشيعة أنه أوصى بالخلافة للحسن نصا، وهذا خلاف يطول القول فيه وليس من شأننا أن نعرض له.
والشيء المحقق هو أن ولاة الدم لم ينفذوا وصية علي في أمر قاتله، فهو قد أمرهم أن يلحقوه به ولا يعتدوا، ولكنهم مثلوا به أشنع تمثيل، فلما مات حرقوه بالنار.
والرواة يختلفون بعد ذلك في قبر علي، يقولون: إنه دفن في الرحبة بالكوفة، وعمي قبره حتى لا ينبشه الخوارج، وقوم يقولون: إن الحسين نقله بعد ذلك إلى المدينة فدفنه إلى جانب فاطمة زوجه، والغلاة من خصوم الشيعة يزعمون أنه نقل إلى الحجاز في تابوت وضع على بعير، ولكن ناقليه أضلوا بعيرهم ذاك، فأخذه جماعة من الأعراب ظنوا أن عليه مالا في ذلك التابوت، فلما رأوا أن فيه جثة قتيل دفنوه في مكان مجهول من الصحراء.
والكلام في هذه الروايات المختلفة لا ينقضي وليس فيه طائل أو غناء.
وقد انتهى النبأ بموت علي إلى أهل المدينة، وبلغ عائشة فتمثلت قول الشاعر:
وألقت عصاها واستقرت بها النوى
Неизвестная страница