Великое раздорие (часть вторая): Али и его сыновья
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
Жанры
وكان معاوية شديد الإيثار لزياد، لا يحتمل أن يقول فيه أحد ما يكره، حتى عرف ذات يوم أن عبد الله بن عامر عاب زيادا وقال فيما قال: لهممت أن أجمع خمسين رجلا من قريش يحلفون بالله ما عرف أبو سفيان سمية، فغضب معاوية لذلك أشد الغضب وقال لحاجبه: «إذا جاء عبد الله بن عامر فاضرب وجه دابته عن أقصى الأبواب.» لم يكتف بأن يحجبه وإنما منعه من دخول القصر، وقد أنفذ الحاجب أمر معاوية، وضاق عبد الله بن عامر بهذه الجفوة، فشكا أمره إلى يزيد، وتوسط يزيد، فلم يرض معاوية عن عبد الله إلا بعد أن ذهب إلى زياد فاعتذر إليه وأرضاه، ومكان عبد الله بن عامر من عثمان ومن معاوية معروف.
ولم يكن زياد أقل حرصا على نسبه الجديد من معاوية، حتى روى المؤرخون أن رجلا أتى عبد الرحمن بن أبي بكر، وطلب منه أن يكتب في حاجة له إلى زياد، فكتب عبد الرحمن ولم ينسب زيادا إلى أبي سفيان، فأبى الرجل أن يذهب بالكتاب إلى زياد، وجاء عائشة أم المؤمنين فكتبت له: «من عائشة أم المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان.» فلما رأى زياد هذا الكتاب قال للرجل: إذا كان الغد فاحضر، فلما حضر الرجل أمر زيادا بالكتاب فقرئ على الناس، وإنما أراد بذلك إلى أن يعلم أهل البصرة أن أم المؤمنين قد اعترفت بنسبه هذا الجديد.
وكان أبو بكرة صاحب رسول الله أخا زياد لأمه ولدته سمية للحارث بن كلدة، ولكن الحارث نفاه، فظل عبدا، فلما كانت غزوة الطائف نزل فيما نزل من العبيد إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ، فأعتقه فيمن أعتق من هؤلاء العبيد وقال عنه: «إنه طليق الله وطليق رسوله.» فكان أبو بكرة يقول: إنه مولى رسول الله.
وقد وجد أبو بكرة على زياد حين لجلج في الشهادة بين يدي عمر، فصرف الحد عن المغيرة وعرض أبا بكرة لحد القذف، فلما عرف سعي زياد في الاستلحاق وتدبير معاوية له نهاه عن ذلك وحرج عليه فيه، فلم يسمع له زياد، فلما تم الاستلحاق حلف أبو بكرة لا يكلمه أبدا، ثم لم يكلمه حتى مات.
وكان أبو بكرة يحلف - فيما زعم الرواة - ما كانت سمية بغيا ولا عرفت أبا سفيان.
وبلغه - فيما يقول البلاذري - أن زيادا طمع بعد الاستلحاق في أن يحج، وكأنه أراد أن يكون أمير الحج، وقد استأذن معاوية في الحج فأذن له، فأقبل أبو بكرة حتى دخل على زياد وعنده بعض بنيه، فوجه الحديث إلى أحد بنيه وهو يسمع، فقال: إن أباك هذا أحمق، قد فجر في الإسلام ثلاث فجرات: أولاهن كتمان الشهادة على المغيرة، والله يعلم أنه قد رأى ما رأينا. والثانية في انتفائه من عبيد وادعائه إلى أبي سفيان، وأقسم إن أبا سفيان لم ير سمية قط. والثالثة أنه يريد الحج، وأم حبيبة زوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم
هناك، وإن أذنت له كما تأذن الأخت لأخيها فأعظم بها مصيبة وخيانة لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وإن هي حجبته فأعظم بها عليه حجة. فقال زياد: ما تدع النصح لأخيك على حال. وعدل عن الحج في هذا العام، واستعفى معاوية منه فأعفاه، وانتظر بالحج، فلم يأت الحجاز حتى ماتت أم حبيبة يرحمها الله.
Неизвестная страница