Фисал Фи Милал
الفصل في الملل والأهواء والنحل
Издатель
مكتبة الخانجي
Место издания
القاهرة
بِوَجْه من الْوُجُوه إِلَّا أَن يَجْعَلُوهُ ولد يُوسُف النجار وهم لَا يَقُولُونَ هَذَا وَلَا نَحن وَلَا جُمْهُور الْيَهُود أما هم فَيَقُولُونَ أَنه ابْن الله من مَرْيَم وَأَنه إِلَه وَابْن إِلَه وَامْرَأَة تَعَالَى الله عَن هَذَا وَأما نَحن فَنَقُول والعيسوية من الْيَهُود مَعنا والأريوسية والبولقانية والمقدونية من النَّصَارَى أَنه عبد آدَمِيّ خلقه الله تَعَالَى فِي بطن مَرْيَم ﵍ من غير ذكر وَأما جُمْهُور الْيَهُود لعنهم الله فَيَقُولُونَ أَنه لغير رشدة حاشى لله من ذَلِك بل إِن طَائِفَة قَليلَة من الْيَهُود يَقُولُونَ أَنه ابْن يُوسُف النجار وَمَا نرى مَتى إِلَّا شَاهدا لقَولهم ومحققًا لَهُ وَإِلَّا فَكيف يبْدَأ بِأَنَّهُ يذكر نسب الْمَسِيح إِلَى دَاوُد ثمَّ لَا يذكر إِلَّا يُوسُف النجار إِلَى دَاوُد وَلَو أَنه ذكر نسب أمه مَرْيَم لَكَانَ لقَوْله مخرج ظَاهر لكنه لم يذكر نسب مَرْيَم أصلا ثمَّ لم يستحي النذل من أَن يُحَقّق مَا ابْتَدَأَ بِهِ فَبعد أَن أتم نسب يُوسُف النجار قَالَ من الرحلة إِلَى الْمَسِيح أَرْبَعَة عشر أَبَا فَجَمِيع المواليد من إِبْرَاهِيم إِلَى المسسيح اثْنَان وَأَرْبَعُونَ مولودًا فأكد هَذَا الملعون كذبه وَأَن الْمَسِيح ولد يُوسُف وَلَا بُد ضَرُورَة من أَحدهمَا وَإِلَّا فَكيف يكون من الرحلة إِلَى الْمَسِيح أَرْبَعَة عشرا أَبَا والمسيح لَيْسَ هُوَ ابْنا لأَحَدهم ولاهم آبَاء لَهُ فَكيف يكون من إِبْرَاهِيم إِلَى الْمَسِيح اثْنَان وَأَرْبَعُونَ مولودًا وَلَا مدْخل للمسيح فِي تِلْكَ الولادات إِلَّا كمدخله فِي ولادات أهل الصين وَأهل الْهِنْد وَأهل طلعة وسقر وسقرال وَلَا فرق هَذِه فضائح الدَّهْر وَمَا لَا يَأْتِي بِهِ إِلَّا أنجس الْبَريَّة ونعوذ بِاللَّه من الخذلان ثمَّ كذب آخر وَجَهل زَائِد وهما قَوْله فَبين إِبْرَاهِيم إِلَى دَاوُد أَرْبَعَة عشرَة أَبَا
قَالَ أَبُو مُحَمَّد ﵁ هَذَا كذب إِنَّمَا هم على مَا ذكر ثَلَاثَة عشر إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب ويهوذا وزارح وحضروم وآرام وعمينا ذاب ونحشون وشلمون وبوعز وعوبيذ ويشاي فَهَؤُلَاءِ ثَلَاثَة عشر ابًا ثمَّ دَاوُد وَلَا يجوز الْبَتَّةَ أَن يعد دَاوُد فِي آبَاء نَفسه فَيجْعَل أَبَا لنَفسِهِ فَهَذِهِ ملحنة ثمَّ قَالَ وَمن دَاوُد إِلَى الرحلة أَرْبَعَة عشر ابًا وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَن يخنيا هُوَ الراحل بِنَصّ قَول مَتى وَأَنه لم يُولد لَهُ على قَوْله صلتيئيل إِلَّا بعد الرحلة فهم شلمون ورحبعام وأبيو وآشا ويهو شافاط ويهوررام وأحزياهو ويوثام وأحاز وأحزياهو ومنشا وآمون ويوشياهو ويخنيا وَقد عد دَاوُد قبل فَإِن عده هَا هُنَا فقد حققوا الْكَذِب فِي الْفَصْل الَّذِي قبله وَإِن عده هُنَاكَ فقد كذبُوا فِي هَذَا الْعدَد الثَّانِي أَو جعلُوا يخنيا أَبَا لنَفسِهِ وَهَذَا هوس ثمَّ قَالَ وَمن الرحلة إِلَى الْمَسِيح أَرْبَعَة عشر أَبَا وَهَذَا فصل جمع كذبتين عظيمتين أحداهما أَنه إِذا عد صلتيئيل ثمَّ من بعده إِلَى يُوسُف النجار فليسوا إِلَّا اثْنَي عشر رجلا فَقَط وهم صلتيئيل وروبابيل وابيوذ والياخيم وآزور وصادوق وأخيم
2 / 11