فأما ما روي عنه صلى الله عليه أنه قال: ((من أحب لقاء الله)
أحب الله لقاه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاه))(1) فإنما يحب(2) لقاء الله أولياؤه المجتهدون في طاعته المخبتون له الآمرون بأمره والناهون عن نهيه، فهم يحبون الراحة من معاسر [574] بلد الدنيا وأهلها، طالبون لما وعدهم الله سبحانه وأعد لهم من ثوابه وجزيل عطائه، وقلت: هل يدخل في هذا كراهية الموت والموت مكروه وليس من كرهه لفضاعته بمذموم وإنما المذموم من كرهه من طريق الغضب على الله سبحانه والذم له.
[معنى حديث أنه سئل أي الصوم أفضل بعد شهر رمضان فقال: شهر الله المحرم]
وسألت: عن الحديث الذي روي عنه صلى الله عليه أنه سئل أي الصوم أفضل بعد شهر رمضان فقال: ((شهر الله المحرم))؟(3)
قال محمد بن يحيى عليه السلام: لسنا نثبت عنه صلى الله عليه في
شهر المحرم خبرا في الصوم إلا ما كان في عاشوراء لبني أسلم وقد كان عليه وعلى آله السلام يصوم شعبان ويلح به وكان يصوم رجب وشعبان ورمضان، وكان يأمر عليا عليه السلام بصوم رجب ويقول له: ((يا علي رجب شهرك وشعبان شهري ورمضان شهر الله)).
[الوجه في تسمية الشهور]
وقلت: لم سميت الشهور رجب وشعبان ورمضان وشوال، وإنما سميت
لتعرف بأسمائها ولولا هذه الأسماء ما عرف رمضان من شعبان ولا شوال من ذي القعدة وكذلك الرجال وجميع الأشياء إنما سميت لتعرف بعضها بعضا فجعلت الأسماء للتعارف.
Страница 74