Фикх ибадата по аль-Усеймин
فقه العبادات للعثيمين
Жанры
السؤال (٢١): فضيلة الشيخ، بقي معنا أن نحدد أركان الإيمان؟
الجواب: الإيمان كما قال النبي ﷺ أن تؤمن بالله، وملائكته، ... " تكلمنا عن الإيمان بالله، أما الإيمان بالملائكة وهم عالم الغيب خلقهم الله ﷿ من نور، وجعلهم طوع أمره (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء: ٢٠)، (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم: ٦)، وهم على أصناف متعددة، في أعمالهم، ووظائفهم، ومراتبهم، فجبريل ﵊ موكل بالوحي، ينزل بوحي الله تعالى على رسل الله، كما قال الله تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (١٩٣) (عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (١٩٤) (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء: ١٩٣-١٩٥)، وقال تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ) (النحل: من الآية١٠٢)، وقد رآه النبي ﷺ على صورته التي خلق عليها مرتين، رآه مرة على صورته له ستمائة جناح قد سد الأفق (١) . وميكائيل أحد الملائكة العظام، وقد وكله الله ﷿ بالقطر والنبات، القطر: المطر، والنبات: نبات الأرض من المطر.
وإسرافيل من الملائكة العظام، وقد وكله الله ﷿ بالنفخ في الصور، وهو أيضًا أحد حملة العرش العظيم، وهؤلاء الثلاثة كان النبي ﷺ يذكرهم في استفتاح صلاة الليل، يقول ﷺ في استفتاح صلاة الليل: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم (٢) .
وذكر هؤلاء الثلاثة لأن كل واحد منهم موكل بما يتضمن الحياة، والبعث من النوم يعتبر حياة، فهؤلاء الثلاثة هم أفضل الملائكة فيما نعلم، ومنهم ملك الموت الموكل بقبض أرواح الأحياء، ومنهم ملكان موكلان بالإنسان يحفظان أعماله، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ومنهم ملائكة موكلون بتتبع حلق الذكر، ومن أراد المزيد من ذلك فليراجع ما كتبه أهل العلم في هذا.
الإيمان بالملائكة
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء، رقم (٣٢٣٢، ٣٢٣٤)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى، رقم (١٧٣) .
(٢) أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، رقم (٧٧٠) .
1 / 33