171

فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة

فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة

Издатель

دار اليسر للنشر والتوزيع

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

مصر

Жанры

المبحث الحادي عشر أولوية العالمية في الخطاب السلفي عالميةُ الخطاب السلفيِّ مستمدةٌ -في الأصل- من عالمية هذا الدين -عقيدةً وشريعة- ومن عالمية كتابه، ومن عالمية بعثةِ نَبِيِّهِ ﷺ إلى العالمين، ومن عالمية حاجة البشرية إليه. فكان حقًّا على كل داعٍ أن يتأسَّى بالداعية الأول ﷺ، حيث خرج بدعوته إلى خارج حدود الجزيرة، وكَاتَبَ الملوكَ والقياصرةَ والأكاسرةَ يَدْعُوهم بدعاية الإسلام، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١]. ولقد تجددت العالمية في دعوة الصحابة ﵃ من بعد نبيهم ﷺ، حيث قام خطيبهم ربعيُّ بن عامر ﵁؛ ليعلن هذا المبدأ في الدعوة، فقال: "ابْتَعَثنا اللهُ لِنُخْرِجَ الناسَ مِنْ عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ الله، ومِنْ ضِيْقِ الدنيا إلى سعةِ الدنيا والآخِرَةِ، ومِنْ جَوْرِ الأديانِ إلى عدلِ الإسلامِ" (١). ومما يؤكد معنى العالمية -شرعًا-: إقامةُ آصِرَةِ الاجتماع على أصل التوحيد دون غيره من الأواصر، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ

(١) انظر: تاريخ الطبري، (٢/ ٤٠١).

1 / 178