فقه الإنكار باليد

Дияб Аль-Гамди d. Unknown
71

فقه الإنكار باليد

فقه الإنكار باليد

Издатель

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Жанры

لذا كان من الخطأ البيَّنِ أن نخلِطَ بين هذه المفاهيمِ الشَّرعيَّةِ في تحقيقِ شعيرةِ "الأمرِ بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكر"!. ولقائلٍ يقول: إنَّ الأصلَ في المسلمين سِتْرُ عُيُوبِهم!، قلتُ: لا شكَّ في ذلك، وهذا ليس على عمومِه بل يُستثنى منه من كان مُجاهرًا بفسقِه، مُعْلِنًا بمعاصيه، فهذا ليس له من السِّترِ شيءٌ؛ بل يجبُ الإنكارُ عليه، سِرًا أو علانيةً، قوَّةً أو ضعفًا؛ حتى يعُودَ إلى قافلةِ التَّائبين، مُتدثِّرًا بجلبابِ الحياءِ بين المسلمين، مُتزَمِّلًا باحترامِ شعائرِ الدِّين. وحاصلُ ما هنالك: أنَّ المُنكرَ إذا كان مَسْتورًا فمصيبتُه على صاحبِه خاصةً، فإذا أظْهرَه صاحبُه كان ضرَرُه عامًا، فمن ابْتُليَ بفعلِ المعاصي سِرًا فَعَلِمَ شخصٌ مِنَ أمْرِه ما عَلِمَ، فنصحَه سِرًا وسَترَ عليه فلم يَنْتهِ، وَجَبَ على النَّاهي أن يفعلَ ما يَنْكَفُّ به المنكرُ من الهجرِ، أو غيره إذا كان ذلك أنفعُ في الدِّين، أمَّا إذا أظْهَرَ المُنْكَرَ فإنَّه يَجِبُ الإنكارُ عليه علانيةً. (١)

(١) - انظر «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٨ / ١٠٥،٢١٧-٢١٨)، (٢٣ / ١٧٥) .

1 / 71