Фикх сира ан-Набавия (Мунира аль-Гадбана)

Мунир аль-Гадхбан d. 1435 AH
103

Фикх сира ан-Набавия (Мунира аль-Гадбана)

فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان

Издатель

جامعة أم القرى

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤١٣هـ - ١٩٩٢ م

Жанры

هذا الخط الواضح يمكن أن نعبر عنه بكلمة جامعة هو المشاركة في الفضائل، والتنزخ عن الجهالات (١) والرذائل، والترفع عن سفاسف الأمور، ومباذلها الرخيصة. نفقه ذلك من خلال مشاركة النبى ﷺ لقومه في حرب الفجار، وبناء الكعبة وحلف الفضول، والتحكيم في الحجر الأسود، وهو المحفوظ من الله تعالى، والمصنوع على عينه. فلو كان في هذه الأمور خطأ أو خلل لنزه الله تعالى نبيه عن ذلك، كما رأينا في الفقرة الأولى في صرفه ﵊ من ربه عن انحرافات الجاهلية وعباداتها وعقائدها وممارساتها. ٤ - والمشاركة للناس في أفراحهم وأحزانهم خاصة، لها أثر طيب في نفوسهم. وليس الأصل الامتناع عن المشاركة حين يكون فيها بعض المنكرات، بل الأصل محاولة إزالة هذه المنكرات، والمشاركة بعد ذلك وقد يكون جاه الداعية في مجتمعه لاحترامه وتقديره هو الذي يحول دون وجود هذه المنكرات لو حضر مثل هذه المناسبات، لكنه عندما ينعزل عن مجتمعه وبيئته يستسهل الناس اقتراف المنكر، والتسمك بالعادات الذميمة، وفي الوقت نفسه تكبر الفجوة بينهم وبين الداعية ويسقطونه من حسابهم.

(١) لا بد من الإشارة إلى أننا متعبدون فيما ورد به نص بعد الوحي من أحوال رسول الله ﷺ، وما من قضية حفظ الله تعالى بها نبيه ووجهه إليها إلا كان لها التأييد من الكتاب والسنة. فيما بعد .. وحين يتعارض نص شرعي من الكتاب والسنة مع سلوك نبوي قبل البعثة فالأصل الالتزام بالنص.

1 / 108