Фикх дагвата в Сахих аль-Бухари
فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري
Издатель
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢١ هـ
Жанры
الحافظ ابن حجر ﵀: " فيه إشارة إلى أن النفوس كلها ملك لله تعالى، وأن من أطاعه في امتثال أوامره واجتناب نواهيه وفَّى ما عليه من الثمن " (١).
وقوله ﷺ: " اشتروا أنفسكم من الله " فقد بين الشراء ولم يبين الثمن الذي يشترى به، وقد بينه الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: ١١١] (٢) والشراء يجوز أن يطلق على البائع والمبتاع؛ لأن كل واحد منهما في الحقيقة بائع ومشتر، فالمؤمن الحقيقي ليس له في نفسه شيء، وإنما هو عليها أمين مثل الوصي على مال اليتيم، ينفق عليه بالمعروف (٣) فعلى الداعية أن يسلك منهج النبي ﷺ في ربط المدعوين بخالقهم تعالى.
سادسا: من وسائل الدعوة: الخطبة: الخطبة من الوسائل الحية في الدعوة إلى الله تعالى، وتبرز في هذا الحديث؛ لقول أبي هريرة ﵁: " قام رسول الله ﷺ " ويبين ذلك الرواية الأخرى: من حديث ابن عباس ﵄، بأن النبي ﷺ صعد على الصفا فجعل ينادي (٤) وهذا يبين أن النبي ﷺ خطبهم على الصفا، وعم وخص وأنذر ﷺ.
فينبغي للداعية أن يعتني بالخطبة، ويحضر لها تحضيرا جيدا دقيقا؛ لما لها من التأثير في قلوب المدعوين؛ ولأن الخطبة في الغالب يجتمع لها الجمع الغفير في معظم الأحيان.
سابعا: من وسائل الدعوة: البروز للناس على مكان مرتفع: من الوسائل المهمة أن يبرز الداعية على مكان مرتفع يراه الناس أمام أعينهم، وخاصة إذا كان الجمع غفيرا، حتى يسمع الناس ما يقول؛ ولهذا شرع الصعود على المنبر في خطب الجمع، كما كان يفعل ﷺ، وقد ذكر الإمام ابن العربي
(١) فتح الباري ٨/ ٥٠٣. (٢) سورة التوبة، الآيتان: ١١١ - ١١٢. (٣) انظر: بهجة النفوس لابن أبي جمرة ٣/ ٩٢. (٤) انظر: صحيح البخاري ٦/ ١٩، الحديث رقم ٤٧٧٠، وانظر: فتح الباري لابن حجر، ٨/ ٥٠١.
1 / 84