Фикх дагвата в Сахих аль-Бухари

Саид бин Вахф аль-Кахтани d. 1440 AH
108

Фикх дагвата в Сахих аль-Бухари

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

Издатель

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢١ هـ

Жанры

وتعليق سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرهما به، فما أنجى الله من أنجاه إلا بالصدق، ولا أهلك من أهلكه إلا بالكذب، وقد أمر الله عباده المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين. . وقد قسم سبحانه الخلق إلى قسمين: سعداء وأشقياء، فجعل السعداء هم أهل الصدق والتصديق، والأشقياء هم أهل الكذب والتكذيب " (١). قال الحافظ ابن حجر ﵀: " وفيها فائدة الصدق وشؤم عاقبة الكذب " (٢). فعلى الداعية إلى الله تعالى أن يتقي الله تعالى، وأن يكون صادقا في أقواله وأفعاله، وسائر تصرفاته وأحواله، وهذا من أعظم النعم على العبد، ولهذا قال كعب ﵁: " فوالله ما أنعم الله عليَّ من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم من صدقي لرسول الله ﷺ " (٣). خامسا: أهمية اغتنام فرص الخير قبل حرمانها: من الأمور المهمة العظيمة اغتنام فرص الخير في الطاعة قبل أن يحرمها الداعية؛ فإنه بسبب تسويف كعب وتأخره عن الخروج مع رسول الله ﷺ من أول يوم حصل له ما حصل ﵁. قال الإمام ابن القيم ﵀ في فوائد قصة كعب ﵁: " ومنها: أن الرجل إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة، فالحزم كل الحزم في انتهازها، والمبادرة إليها، والعجز في تأخيرها، والتسويف بها، ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكنه من أسباب تحصيلها؛ فإن العزائم والهمم سريعة الانتقاض قلما تثبت، والله سبحانه يعاقب من فتح له بابا من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعد من إرادته عقوبة له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك " (٤)

(١) زاد المعاد ٣/ ٥٩٠. (٢) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٨/ ١٢٤. (٣) انظر: المرجع السابق، ٨/ ١٢٣. (٤) زاد المعاد في هدي خير العباد، ٣/ ٥٧٤.

1 / 110