فصل: واما تركيب شجر التين بالانبوب
فهو تركيب جيد ولا يكون الا فى شجر التين خاصة، ووجه العمل فيه ان تقطع شجرة التين فى شهر يناير على حسب ما وصفنا قبل هذا ثم يقصد اليها فى آخر مايه قبل ان تركب بثمانية ايام وتقطع اعين اللقح التى صارت فيها، وتترك من ثلاثة عقد مما يلى الجسم لتنزرع المائية فيها، ثم يقصد الى الجنس المستحسن الذى يراد ان يركب منه ويتخير منه اقلام على هيئة تلك، وفى نعتها وتكون سباطا لا ذات عقد غلاظ وفى رقتها مثل المسلة او اجسم قليلا وتحذف بالقطع وترد الى قدر الاصبع ونحوه، ويترك فى كل واحدة منها عقدة واحدة لا غير، ثم توخذ الحديدة المعدة لهذا الشأن وهى التى ذكرنا قبل هذا وتدخل بين الجلدة والعود ويحاز حيازة جيدة يدان بالحديدة من كل حول ثم تحول من الجانب الآخر ويفعل بها كذلك حتى تنفذ بها الى المكان الاول حتى تتخلص الجلدة والعود ثم يقصد الى تلك الاقلام التى يراد التركيب فيها وتشق الجلود منها وتهبط ويبقى القلم مجردا دون جلد ثم يوخذ الانبوب المجرد اولا ويلبس به هذا القلم ويراعى نزوله وذلك ان تنزل العقدة بحذاء العقد التى فى القلم العريان فاذا فعل به ذلك سقى بلبن شجر التين حتى يلتئم كما ذكرنا ويقرب اللقح فيه ويأتي جيدا وما خرج حوله من اللقح قطع كما ذكرنا قبل هذا وهو تركيب جيد مضمون
فصل: واما تركيب الدوالى
فوجه العمل فيه ان يقصد الى الجنس الجيد منها فيوخذ من قضبانها الرقاق المتقاربة العقد ويفصل اقلاما كل قلم منها من شبر ونصف وتكون كل برية منها من نصف اصبع ولا تبلغ فى بريتها الى مخ القضيب، وتكون فى كل برية منها عقدة، فهو اثبت واقوى للبرية فاذا فعل هذا بها جعل فى الماء ليلا يجففها الهواء ثم يقصد الى الجرم الذى يراد التركيب فيه فيكشف عنه من وجه الارض نحو شبر ثم يقطع بالمنجل قطعا معتدلا، ثم يوخذ المنقار ويوضع فى نصف ذلك الجرم المقطوع ويضرب عليه حتى ينفتح ذلك الجرم ويتسع فى نفسه ثم توخذ الاقلام البرية وينزل منها فى الجرم قلمان فى جنبى الجرم ويتسع فى نفسه ثم توخذ الاقلام المقطوعة ويراعى فى نزول الاقلام ان تغيب البرية كلها فى الجرم وتكون قشرة القلم متساوية مع قشرة الجرم المقطوع وتكون البرية على ما وصفنا قبل هذا وذلك ان يكون فى هيئة اللزاز طرفه رقيق وفوقها غليظ ليوافق الشق المصنوع وينطبع معه فاذا نزلت الاقلام على هذه الصفة الرطبة اخرج المنقار من الشق فيضم الجرم عليها ويزمها ثم توخذ قشرة من الدالية وتجعل بين الاقلام على الشق ليسد الخلل ويستره ثم يرد التراب عليها دون ان تشد برباط ولا غيره ويترك من الاقلام على وجه الارض مقدار العقدتين ونحوهما، فاذا فعل ذلك بها جعل على تلك الاقلام قضيبان يصلبان عليها لتكون علامة عليها فى وقت الخدمة ليلا تصاب بالحفر وغير ذلك فيكون هذا التركيب فى وقت جرى الماء فيها وذلك فى شهر مارس فيكون اقرب لنباتها واعجل لضرب لقحها ان شاء الله تعالى.
Страница 101