واما تركيب شجر التين بالشق فهو ايضا على ما وصفنا قبل هذا، وينبغى ان يقصد الى القضبان الرقاق من الجنس المستحسن وتكون بالية لانها اصلب اذا كانت معقدة بالية، ثم تفصل الاقلام يكون طول قلم نحو الشبر ونصفه ثم تبرى على نحو ما ذكرنا فى الباب الاول فى قلم الشق، وذلك انه يكون على هيئة اللزاز يكون طرفه رقيقا مبسوطا واعلاه غليظا، وتكون للبرية رقبة كرقبة السكين، لتكون تلك الرقبة مما يلى جنب الجرم ثم يعمد الى الثمرة التى يراد تركيبها وتقطع بعد ان ينظر اليها والى ما هى فيه من القوة وقدر المادة ويفرق عليه القطع ويترك لها من الفروع قدر ما تحتمل ثم يشق الفرع كما ذكرنا وتنزل الاقلام فى ذلك الشق ويجعل فى كل فرع منها قلمان فى جنبى الفرع ويجعل بين القلمين على الشق جلدة من الشجر ويشد رأس الجرم المقطوع على الاقلام بخيط الصوف شدا جيدا وتصنع له خلخال من خرق او حشيش ويشد بالخيط شدا وثيقا ويكون موضع الخلخال تحت القطع بمقدار شبر، ثم يوخذ قادوس ويثقب فى اسفله ويرد مثل فمه وينزل على ذلك الخلخال المصنوع فى الجرم، ويراعى فى نزوله ليقع موقع التركيب منه فى نصف القادوس ويتعاهد بالسقى كما ذكرنا قبل هذا ولا يكون هذا التركيب فى شجر التين الا فى وقت جرى الماء فيه، واما تركيب شجر التين بالرقعة فوجه العمل فيه ان يقصد الى شجر التين التى يراد تركيبها وتقطع فى شهر يناير، وينبغى ان يكون القطع منها فى الاماكن التى يجتمع فيها الفروع، فاذا قطعت تركت حتى يضرب فيها اللقح فاذا كان فى آخر مائه وهو اول ينيه قصد الى الاعين من الفروع وتعمى لترتدع المادة وترجع الى الثمرة ويفعل ذلك بها قبل التركيب بثمانية ايام ونحوها، فاذا جاز الوقت الذى يركب فيه قصد الى الشجرة التى يستحسن نوعها وينظر الى الاقلام المشاكلة التى تقرب من هذه التى يراد التركيب فيها، ويقطع منها على قدر الحاجة وتحاز من كل واحدة منها رقعة بقدر طول الاصبع وتكون حيازة الرقعة برفق وسياسة، وبالحديد الموصوفة قبل هذا التى على مثال الاشفية، وينبغى ان تكون الحدايد متماثلة للفروع فاذا كان الفرع غليظا كانت الحدايد غليظة وان كان رقيقا فبحساب ذلك وتخرج الرقعة سليمة من قطع وجرح، فاذا كمل ذلك عمد الى القلم الذى يراد التركيب فيه ويشق فيه على قدر الرقعة فى الشطاط ويترفق بذلك الشق ويمر به على نصف العين من القلم وينزل على الجلد يمينا وشمالا ويوسع عليه من تحت الجلد لتدخل الرقعة فى ذلك الموضع ثم توخذ الرقعة وتنزل فى ذلك الموضع وتراعى فى النزول ان يفتق عين الرقعة مع عين القلم الذى يركب فيه، وتدخل الرقعة تحت الجلد ثم ترد عليها قشرة القلم ثم تسقى بلبن الشجرة تشد بالرباط شدا [؟] وثيقا وتغذى باللبن المذكور يفعل ذلك بها حتى تلتم [تلتئم؟] الرقعة مع القلم ويصيرا شيئا واحدا، ثم ينظر بعد ذلك الى ما خرج معه وحوله من الفروع الصغار فتقطع باليد لترجع المادة الى اللقح وتتقوى.
Страница 99