90

В наше время

في زمننا

Жанры

في الصباح سطعت الشمس وبدأت درجة حرارة الخيمة في الارتفاع. زحف نك إلى خارج الخيمة من تحت حاجز البعوض الذي كان يمتد على مدخل الخيمة كي يشهد الصباح. شعر بالعشب مبتلا في يديه بينما كان يخرج. حمل سرواله وحذاءه في يديه. كانت الشمس قد علت لتوها فوق التل. كان هناك المرج والنهر والمستنقع. وعلى الجزء الأخضر من المستنقع على الجانب الآخر من النهر، وقفت أشجار بتولا.

كان النهر صافيا ينساب بسرعة وسلاسة في الصباح الباكر. وفي الأسفل على بعد مائتي ياردة تقريبا، كانت هناك ثلاثة من جذوع الأشجار تقطع مجرى النهر، وقد جعلت المياه فوقها سريعة وعميقة. بينما كان نك يشاهد المنظر، عبر أحد حيوانات المنك النهر على الجذوع ودخل المستنقع. كان نك متحمسا. أثار الصباح الباكر والنهر حماسه. كان في عجلة كبيرة بالفعل حتى إنه لم يرغب في تناول إفطاره، لكنه كان يعرف أن عليه أن يتناوله. أشعل نارا صغيرة ووضع عليها إناء القهوة.

بينما كانت المياه تسخن في الإناء، أخذ زجاجة فارغة وسار على حافة الأرض المرتفعة متجها إلى المرج. كان المرج مبتلا بالندى وقد أراد نك أن يمسك ببعض الجنادب كي يستخدمها طعما قبل أن تجفف الشمس العشب. وجد العديد من الجنادب الجيدة. كانت تقبع أسفل سيقان العشب. وأحيانا كانت تتعلق بهذه السيقان. كانت باردة ومبتلة بالندى ولم تكن تستطيع القفز إلى أن تدفئها الشمس. تناولها نك وأخذ منها فقط الجنادب البنية المتوسطة الحجم، ووضعها في الزجاجة. قلب نك جذع شجرة ووجد تحت طرفه ملجأ للمئات من الجنادب. لقد كان مسكنا للجنادب. وضع نك في الزجاجة ما يقرب من الخمسين من الجنادب البنية المتوسطة الحجم. وبينما كان ينتقي الجنادب، استدفأت الجنادب الأخرى في الشمس وبدأت في القفز. وحين بدأت في القفز طارت. طارت في البداية لمسافة قصيرة ثم وقفت متجمدة حين هبطت، وكأنها ميتة.

كان نك يعرف أنه فور يفرغ من طعام الإفطار، ستكون الجنادب في كامل حيويتها. فبدون الندى على العشب، كان سيقضي النهار بأكمله لكي يمسك بعدد كاف من الجنادب الجيدة وسيكون عليه أن يسحق العديد منها بضربها بقبعته. غسل يديه في النهر. شعر بالحماس لقربه منه. بعد ذلك سار إلى الخيمة. كانت الجنادب تقفز وهي متصلبة في العشب. وفي الزجاجة، كانت تقفز أيضا ككتلة واحدة بعد أن شعرت بالدفء بفعل حرارة الشمس. استخدم نك قطعة رفيعة من خشب الصنوبر لتكون سدادة للزجاجة. سدت القطعة جزءا كافيا من فوهة الزجاجة لئلا تخرج الجنادب منها، وتركت جزءا كافيا لمرور قدر كبير من الهواء.

دحرج الجذع إلى مكانه مرة أخرى، وعرف أنه يستطيع أن يحصل على الجنادب من هناك كل صباح.

أسند نك الزجاجة الممتلئة بالجنادب المتقافزة إلى جذع شجرة صنوبر. وبسرعة خلط بعضا من دقيق الحنطة السوداء بالماء وحرك الخليط برفق؛ لقد استخدم كوبا من الماء مع كوب من الدقيق . وضع بعضا من القهوة في الإناء وأخرج قطعة من الدهن من علبة، ومررها على المقلاة الساخنة، فراحت تبقبق وتنثر الرذاذ. على المقلاة التي يتصاعد منها الدخان سكب خليط الحنطة بهدوء في المقلاة التي يتصاعد منها الدخان. تمدد الخليط كالحمم البركانية وراح الدهن ينثر الرذاذ بحدة. بدأت كعكعة الحنطة تتماسك عند الأطراف ثم تحولت إلى اللون البني ثم أصبحت مقرمشة. كان السطح يبقبق بهدوء حتى اتخذ شكلا مساميا. دفع نك برقاقة من خشب الصنوبر تحت السطح البني. هز المقلاة إلى الجانب وتحركت الكعكة على السطح. فكر بينه وبين نفسه أنه لن يحاول أن يقلبها. أدخل رقاقة الخشب النظيفة تحت الكعكة بكاملها، ثم قلبها على وجهها. وتناثر منها الرذاذ في المقلاة.

حين نضجت أعاد نك وضع دهن مرة أخرى في المقلاة. استخدم ما تبقى من الخليط. وصنع منه كعكة كبيرة وأخرى أصغر منها.

أكل نك كعكة الحنطة الكبيرة والكعكة الأصغر مع تغطيتهما بزبدة التفاح. وضع زبدة التفاح على الكعكة الثالثة وطواها مرتين، ولفها في ورق مزيت ووضعها في جيب قميصه. وضع وعاء زبدة التفاح في الحقيبة وقطع خبزا يكفي لشطيرتين.

وجد في الحقيبة بصلة كبيرة. قطعها إلى نصفين ونزع عنها القشرة الخارجية الناعمة، ثم قطع أحد النصفين إلى شرائح، وصنع ساندوتشي بصل. لف الساندوتشين في ورق مزيت، ووضعهما في الجيب الآخر لقميصه الكاكي. نكس المقلاة على الشواية، وشرب القهوة محلاة وقد اصطبغت بلون أصفر بني إذ كان قد وضع فيها بعض الحليب المكثف، ثم رتب المخيم. لقد كان مخيما جيدا.

أخرج نك صنارته المخصصة للصيد بالحشرات الطائرة من حقيبتها الجلدية، وركبها ودفع بالحقيبة مرة أخرى إلى الخيمة. وضع البكرة وأدخل الخيط من الحلقات. كان عليه أن يمسكه من يد إلى الأخرى وهو يدخله في الحلقات وإلا فقد كان سينزلق للخلف بفعل وزنه. لقد كان خيطا ثقيلا مستدق الطرفين من النوع المخصص للصيد بالحشرات الطائرة. كان نك قد ابتاعه بثمانية دولارات منذ زمن بعيد. لقد صنع ثقيلا لكي يرفع إلى الخلف في الهواء ويهبط إلى الأمام مستويا وثقيلا ومستقيما؛ لكي يتيح إلقاء طعم صناعي لا يكاد يزن شيئا. فتح نك علبة أوتار الطعم المصنوعة من الألومنيوم. كانت أوتار الطعم ملتفة بين البطانات الرطبة المصنوعة من الفانيلا. كان نك قد بلل البطانات من مبرد المياه في القطار في الطريق إلى سانت إيجناس. في البطانات الرطبة صارت أوتار الطعم أكثر مرونة وفك نك أحدها وربطه بعقدة في نهاية الخيط الثقيل. ثبت خطافا على طرف الوتر. لقد كان خطافا صغيرا؛ رفيعا للغاية ومرنا.

Неизвестная страница