В общении и компаньонстве
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Жанры
في معنى حديث صواحب يوسف
أيضا ما ذكره الشيخ عند إيراده حديث: (صواحب يوسف) الذي أورده الشيخ نقلا عن ابن الوزير (ص22). فلا يجوز الاستدلال بهذا الحديث على الصحبة الشرعية لأن هذا من باب الإطلاق الغوي المجازي بل في الحديث دليل لنا على أنه ليس كل إطلاقات (الصحبة) تكون حقيقية وأن بعضها مجازي صرف، لكن أصحابنا هداهم الله لا يؤمنون بالمجاز تقليدا للمشهور عن ابن تيمية رحمه الله، ولو التزم الشيخ وفقه الله بظاهر هذا الحديث وتوسع في هذا الإطلاق وألزمنا به للزم منه إثبات صحبة من لم ير وبهذا نكون نحن صحابة لأننا المسلمين أصحاب محمد والنصارى أصحاب عيسى واليهود أصحاب موسى، فنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرين يوسف ولم يصحبنه، ونحن لم نر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم نصحبه... إلخ.
والخلاصة أن النقولات التي ذكرها الشيخ فيها من الرد على مذهب الشيخ الشيء الكثير لكن لم يتأملها جيدا وخاصة كلام ابن الوزير وتفريقه بين الصحبة الحقيقية والمجازية، فابن الوزير يهدف إلى إدخال كل من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الاستعمال اللغوي حتى لو كان منافقا، بينما الشيخ لم يتفطن لهذا وأورد كلام ابن الوزير ظنا منه أنه يجعل كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصحاب الصحبة الشرعية الممدوحة.
صحيح أنني لا أختار مذهب ابن الوزير في التوسع في الصحبة، لكن ابن الوزير لا يمانع من ذم الوليد وأمثاله ممن أساء الصحبة وأنتم تمانعون.
فابن الوزير يرى أن كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحابة ويخرج من الصحبة الممدوحة من أساء وبدل وظهر فسقه كالوليد فمذهبه ومذهب ابن حزم بل وابن تيمية أخف من مذهب المدافعين عن كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى عن الوليد والحكم ومسرف بن عقبة.
Страница 77