В общении и компаньонстве
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Жанры
أهل الجمل ليسوا كأهل صفين
يجب أن ننبه هنا بأن طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم وإن أخطأوا في الخروج على أمير المؤمنين علي لكنهم تابوا وندموا وانسحبوا من المعركة قبل الدخول ومباشرة القتال فيها، ولم يكونوا كأهل الشام الذين أصروا على البغي وقد ذكرت الفروق بينهما في مقدمة كتاب العقائد.
أما ما نقله الشيخ عن النووي (ص55) في تعليقه على حديث (أولى الطائفتين بالحق) كان جيدا في الجملة.
ثم نقل الشيخ كلام ابن تيمية (ص55) بأن (كلا الطائفتين المقتتلتين علي وأصحابه ومعاوية وأصحابه على حق) إذن فهذا سبب تقديم هذا الحديث وتأخير حديث عمار.
صحيح أن ابن تيمية أكمل بقوله (ولكن عليا وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه).
أقول: هاهو ابن تيمية سامحه الله وقد تابعه الشيخ يترك حديث عمار المتواتر الصريح الدلالة إلى ما ظنوه من دلالة حديث (أولى الطائفتين) الآحاد، ثم ينتقل من لفظ (أولى الطائفتين) وهو أصح ما في مسلم إلى (أقرب الطائفتين) ليخرج لنا بنتيجة كبيرة عجيبة وهي أن (علي ومعاوية كلاهما على حق).
وهذه هي فلسفة ابن تيمية ليس مع هذا الحديث فقط وإنما مع كثير من الأحاديث والقضايا التي ينصرها ابن تيمية فهو من أذكياء العالم، ولا يستطيع أحد اكتشاف أخطاءه إلا بصعوبة مع تجرد كبير وبحث المسائل بحثا مستقلا وإلا سيصل للنتيجة نفسها التي تجعل (العادل والظالم كلاهما على حق).
وتجعل (الداعي إلى الجنة كالداعي إلى النار كلاهما على حق).
وتجعل المهتدي والضال على حق
ويتم تثبيت هذا في الذهن أولا ثم يأتون ليمنوا على علي وأصحابه ويقولون: (هم أقرب إلى الحق) يعني كالأصبع السبابة مع الأصبع الوسطى فقط.
Страница 135