В мире видений: Избранные статьи Джибрана Халила Джибрана
في عالم الرؤيا: مقالات مختارة لجبران خليل جبران
Жанры
وخرج يوحنا من أسره ومشى ببطء أمام عجوله بجانب أمه المنحنية على عصاها تحت أثقال السنين، ولما بلغ الكوخ قاد العجول إلى معالفها وجلس بسكينة قرب النافذة يتأمل باضمحلال نور النهار.
وبعد هنيهة سمع والده يهمس في أذن أمه هذه الكلمات: «كم عارضتيني يا سارة عندما أقول لك أن ولدنا مختل الشعور، والآن أراك لا تعترضين لأن أعماله قد حققت كلامي، ورئيس الدير الوقور قد قال لك اليوم ما قلته أنا منذ سنين.»
وظل يوحنا ناظرا نحو المغرب حيث الغيوم المتلبدة متلونة بأشعة الشمس .
في العهد الجديد
في الشرق اليوم فكرتان متصارعتان: فكرة قديمة، وفكرة جديدة. أما الفكرة القديمة فستغلب على أمرها لأنها منهوكة القوى، محلولة العزم.
وفي الشرق يقظة تراود النوم، واليقظة قاهرة؛ لأن الشمس قائدها، والفجر جيشها.
وفي حقول الشرق، ولقد كان الشرق بالأمس مبانة واسعة الأرجاء، يقف اليوم فتى الربيع مناديا سكان الأجداث ليهبوا ويسيروا مع الأيام. وإذا ما أنشد الربيع أغنيته بعث مصروع الشتاء وخلع أكفانه ومشى.
وفي فضاء الشرق اهتزازات حية تنمو وتتمدد وتتوسع، وتتناول النفوس المنتبهة الحساسة فتضمها إليها، وتحيط بالقلوب الأبية الشاعرة لتكتسبها.
وللشرق اليوم سيدان: سيد يأمر وينهى ويطاع ولكنه شيخ يحتضر. وسيد ساكت بسكوت النواميس والأنظمة، هادئ بهدوء الحق، ولكنه جبار مفتول الساعدين، يعرف عزمه، ويثق بكيانه، ويؤمن بصلاحيته. •••
في الشرق اليوم رجلان: رجل الأمس ورجل الغد، فأي منهما أنت أيها الشرقي؟
Неизвестная страница