ثم قام الدكتور العودة باستعراض سبع روايات (جعلها ثمان روايات) عثر عليها مثلما عثر عليها غيره (في تاريخ دمشق)! وسمى هذا (بحثا علميا) مع أنه (عثور فقط!!) ووصفه لهذا العثور -الذي لم ينفرد به- بحثا علميا ، وهذا من الأدلة على أننا لم نتعلم تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية انظر لقوله: (لقد ثبت لدي بالبحث العلمي (وجود)!! ثماني روايات لا ينتهي!! سندها إلى سيف بن عمر بل ولا وجود لسيف فيها أصلا وكلها تتضافر على إثبات عبد الله بن سبأ).
وللجواب أقول:
أولا: إذا كان الدكتور العودة لا يعرف إلا ثمان روايات فيها ذكر لابن سبأ من غير طريق سيف فالذين ينفون وجوده فضلا عمن ينفي دوره يعرفونها ولم تمنعهم من نفي الوجود أو نفي الدور، وعلى هذا فمادام مخالفه كالهلابي والعسكري والمالكي يعرفون هذه الروايات وزيادة! فمعنى هذا أنها ليست موطن النزاع كما سيأتي.
ثانيا: عندي روايات زائدة غير ما ذكره الدكتور العودة (وقد عثرت عليها)! في مصادر متقدمة عن ابن عساكر!! لكنني لم أزعم أنها (بحث علمي!) لأن البحث العلمي كلمة رفيعة قد لا يعرف حقيقتها الدكتور، وقد امتهنت هذه الكلمة من كثير من الناس الذين ينزلونها في الانطباعات والأحكام المتسرعة بل و(العثور) أيضا.
ثالثا: قول الدكتور السابق يدل على الضعف في (حصر المادة العلمية) فإذا كانت رسالته محصورة في عبد الله بن سبأ واهتمامه الطويل والكبير بإثبات هذه الشخصية من غير طريق سيف فانه من القصور ألا يجد إلا ثمان روايات فقط! فأنا مثلا لم أدع البحث في الموضوع (موضوع وجوده) بحثا موسعا ومع هذا عندي من الروايات ضعف ما عند الدكتور تقريبا وما زلت أقول إن ابن سبأ عندي تحت الدراسة إلى الآن.
Страница 10