О литературе египетских фатимидов
في أدب مصر الفاطمية
Жанры
السيرة المؤيدية:
ولعل هذا الكتاب أقوم كتاب تاريخي يفصل لنا الحياة السياسية والاجتماعية في فارس والعراق ومصر، في المدة من سنة 429 حتى سنة 450، كما يعد سجلا للوثائق التي تبودلت بين المؤيد وأمراء العرب، وبينه وبين الوزراء المصريين إبان الثورة التي عرفت في التاريخ باسم ثورة البساسيري، وكذلك لم أجد كتابا من كتب التاريخ تحدث عن هذه الثورة كما تحدث عنها المؤيد، ولا غرو في ذلك؛ إذ كان المؤيد سبب هذه الثورة ومدبرها والمشرف عليها. وقد طبع هذا الكتاب بشركة الكاتب المصري في سلسلة مخطوطات الفاطميين.
وللمؤيد غير هذه الكتب كتاب شرح المعاد، وكتاب الإيضاح والتبصير في فضل يوم الغدير، وكتاب الابتداء والانتهاء، وكتاب تأويل الأرواح، وكتاب نهج العبادة، وكتاب المسألة والجواب، وترجم إلى اللغة الفارسية كتاب أساس التأويل للقاضي النعمان، وهو في تأويل قصص الأنبياء.
ويعتبر المؤيد أستاذ الدعوة في اليمن والهند، فعنه أخذ القاضي لمك بن مالك علوم الدعوة، وعاد إلى اليمن يلقي على المستجيبين ما تلقاه عن المؤيد. كما يعد أستاذ ناصر خسرو الشاعر الفارسي المعروف، فقد ذكره ناصر في أشعاره، ووصف مجالسه، وهكذا كان للمؤيد أثر في الحياة السياسية والعقلية والأدبية.
الباب الثاني
في الحياة العلمية
يعد عصر الفاطميين من أزهى عصور مصر الإسلامية من الناحية العلمية، فقد بلغت الحياة العلمية في مصر الفاطمية درجة كبيرة من النمو والازدهار؛ لكثرة العلماء الذين كانوا في مصر أو وفدوا عليها، وكثرة المؤلفات في كل فن من فنون العلم.
وقد ذكرنا أن أئمة الدعوة الفاطمية كانوا يقربون العلماء، ويشجعون الطلاب، وأنهم أوقفوا أرزاقا ثابتة للمشتغلين بالعلم حتى يتهيأ لهم التفرغ لما أهلوا أنفسهم له، فكان الفاطميون على هذا النحو من الاهتمام بشئون العلماء أسبق مما عليه كثير من الدول التي لم تعرف للعلماء قدرهم، ولم توفهم حقهم، فشغل العلماء بأمر أرزاقهم أولا، فركدت الحركة العلمية عند هذه الدول. وقد رأينا كيف اهتم الفاطميون بإنشاء خزائن الكتب في القصر وفي دار العلم حتى يتسنى للعلماء أن يطلعوا ويستفيدوا مما تركه السابقون، وبلغ من تشجيع الفاطميين لطلاب العلم أن القاضي النعمان سمع إمامه المعز يقول: «إنا لنسر بمن نراه من أوليائنا يطلب العلم والحكمة ويرغب في الخير، كما نسر بذلك في الولد.»
1
Неизвестная страница