143

О литературе египетских фатимидов

في أدب مصر الفاطمية

Жанры

فهذه الأبيات إن دلت على شيء فهي تدل قبل كل شيء على أن الشاعر كان من شعراء الزينة البديعية، فقد فتن بهذه الملاءمة اللفظية بين «المحاجر» و«المعاجر»، وبين «أمضى» و«أقضى»، وبين «الخناجر» و«الحناجر»، وبين «المهاجر» و«الهواجر»، ومع ظهور هذه الصنعة البديعية في هذه الأبيات، فإن خيال الشاعر كان قويا في تعبيره عما تفعله العيون التي تختفي تحت المحاجر، ولكنها تصيب هدفها، وتفعل في النفوس أكثر مما تفعله الخناجر في الحناجر.

وكذلك ينسب القدماء إلى المعز لدين الله هذه الأبيات:

أطلع الحسن من جبينك شمسا

فوق ورد في وجنتيك أطلا

وكأن الجمال خاف على الور

د جفافا فمد بالشعر ظلا

20

هنا صورة جميلة من شاعر بلغ درجة لا بأس بها من الفن، فهو يصف جمال المحبوب بصورة من صور الطبيعة المحببة إلى النفس، فهي كالورد المتفتح قد غمرته الشمس، ولكن الشاعر كان دقيق الحس رقيق الشعور، فخشي أن يذبل الورد من حرارة الشمس، فظلله بخصلة من شعر الحبيب، فالصورة هنا لا شك جميلة، ولا غرو أن رأينا القدماء قد فتنوا بها حتى قال ابن خلكان: «إن هذا معنى غريب بديع.»

21

ولكن هل أستطيع أن أنسب هذه الأبيات إلى المعز لدين الله كما روى ابن خلكان، أم أنسبها إلى ظافر الحداد الشاعر الفاطمي الفحل؛ إذ ورد في الخريدة أن ظافرا قال:

Неизвестная страница