392

В современной литературе

في الأدب الحديث

Жанры

والفضل في ظهور المؤيد يرجع إلى سياسة الإنجليز واصطناعهم أصحاب المقطم، فإن هذا أثار حفيظة الوطنيين، فتقدم الشيخ علي يوسف1 صاحب مجلة الآداب لإخراج المؤيد, جريدة وطنية مصرية, وشجعه رياض باشا وكثير من زعماء مصر2، وغدت المؤيد ميدانا تتألف فيه الأقلام الوطنية الجريئة, تثيرها حربا شعواء على الاستعمار الإنجليزي وعلى الأجانب الذين يناصرونهم، ونازلت المقطم نزالا عنيفا مرا، فما لبثت أن راجت حتى صارت أقوى جريدة عربية في الشرق العربي كله، وفسحت صدرها لمصطفى كامل ولفئة صالحة من كتاب الشباب، وتلاميذ جمال الدين ومحمد عبده3, وعنيت بالمسائل الوطنية في جميع نواحيها، وبالأمور الإسلامية، ولم يستطع الإنجليز أن يعطلوها كما عطلوا # الأستاذ لعبد الله نديم لقوتها وكثرة قرائها، ولكن تمكنوا بعد مدة من استمالة الشيخ علي يوسف إليهم، ولعل صحبته لمحمد عبده قد أثرت فيه؛ فنهج منهجه في مسالمتهم.

لقد كانت المؤيد أمل المصريين، ومدرسة تخرج فيها عدد كبير ممن قادوا الأمة في الصحافة بعد ذلك، وكانت غنية منتشرة في العالم الإسلامي كله، وهي أول جريدة استعملت مطبعة كهربائية في الشرق، وقد احتلت منزلة كبيرة في نفوس الناس, حتى اعترف لها بهذه المكانة العدو والصديق، ولذلك عز على المصرين وقوفها موقفا سلبيا من الاستعمار الإنجليزي بعد أن كانت من أكبر خصومه، وإن لم تفقد قراءها، لسابق فضلها وقوة تحريرها، ولسياستها الإسلامية، ولحسن الدعاية لها، وفي المؤيد وصاحبه يقول حافظ إبراهيم حين أخرج المؤيد في ثماني صفحات سنة 1906.

أحييت ميت رجائنا بصحيفة ... أثنى عليها الشرق والإسلام

أضحت مصلى للهداية عندما ... سجدت برحب فنائها الأقلام

فعلى مؤيدك الجديد تحية ... وعلى مؤيدك القديم سلام

ويقول ولي الدين يكن عنه:

"الشيخ على يوسف سهل التأليف، شديد المضاء، وهو في بيانه أقرب إلى العامة منه إلى الخاصة، وإذا غلب بصورته دون روحه، صحافي محنك، وليست الكتابة من عمله:

كأنما يراعه سوطه ... يضرب إن جد ولا يكتب

لا تدع العجمة أسلوبه ... فليس في أسلوبه معرب

ولعلك أدركت أن ولي الدين ليس ممن يحبون الشيخ، وقد كانا على طرفي نفيض في سياستهما كما مر بك.

Страница 416