140

Федаины во времена Пророка

فدائيون من عصر الرسول

Издатель

دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان

Номер издания

الخامسة

Год публикации

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Место издания

الاردن

Жанры

انسل حتى أتى هذا البيت الذي لا سقف له، فتسوّره، ثم قفز إلى حيث الأسيرين، فوجدهما يرسفان في قيد من حديد، فأخذ مروة (حجرًا صلدًا) فوضعه تحت القيد، ثم اهوى على القيد بسيفه فقطعه. . . ومنذ ذلك الحين سمي سيفه بذي المروة.
وما ان تحرر الأسيران من قيدهما حتى نهضا وعانقا اخاهما، ثم هرع الثلاثة الى الباب فحطموه، وانطلقوا جميعًا يسلكون طريقًا غير مطروق يضللون به أهل مكة. . .
ونذر أهل مكة بالنبأ، فقد صاح فيهم صائح ممن كانوا يترددون على الاسيرين للتشفي والاستهزاء بهما: يا أهل مكة ادركوا سلمة وعياشًا فقد فرا من محبسهما. . .
وما أسرع ما انطلق خالد بجماعة من فرسان مكة في محاولة لرد الأسيرين، ولكنه لم يدركهما، فانكفأ بمن معه الى مكة، وقد ارتسمت على وجوههم علامات الفشل والخيبة. . .
ولما علمت أم سلمة بفرار ابنها وبالمحاولة التي حاولها أهل مكة لرده، قالت تدعو له بالنجاة:
لأهم رب الكعبة المسلمة
أظهر على كل عدو سلمة
له يدان في الأمور المبهمة
كف بها يعطي وكف منعمة
ونجى الله عياشًا وسلمة والوليد، فانطلقوا يجدون في السير، يحدوهم شوق غامر للقاء الرسول وصحبه، وكلما اقتربوا من المدينة زاد شوقهم وسرورهم، فاشتدوا في السير، وبالغوا فيه، وودوا لو أنهم

1 / 146