وزخارف الإيقاع. وكان البعض يجزئون الألحان ب «التقطيعات
hochetis » أو يسلبونها رجولتها بالغناء من سطرين (ديسكانتوس) (
discantus ) أو من ثلاثة أسطر
triplis
مع إدخال عنصر خطير مبعثه غناء أجزاء من النص باللغات المحلية. كل هذه المفاسد أساءت إلى سمعة الألحان الرئيسية لكتاب الصلوات اللاتيني الرئيسي والفرعي (الأنتيفونال والجرادوال) (
Antiphonal and Gradual )، والواقع إن هؤلاء الملحنين، الذين لا يعلمون شيئا عن الأساس الحقيقي الذي ينبغي أن يبنوا عليه، يجهلون المقامات، ويعجزون عن التمييز بينها، ويحدثون اضطرابا عظيما. وإن عدد الأنغام وحده في هذه الألحان ليخفي عنا اللحن الغنائي الواضح بما فيه من ارتفاعات وانخفاضات بسيطة منظمة يدل على نوع المقام. أما هؤلاء الموسيقيون فيجرون بلا توقف، ويخلبون الأذن دون أن يرضوها، ويضفون على النص حركات تمثيلية. وبدلا من أن يدعموا الإيمان، يقضون عليه بإيجاد جو حسي يفتقر إلى الطهر والنقاء.»
9
وهكذا لم يكن اللاهوتيون في الجزء الأخير من العصر الوسيط، وفي عصر النهضة، أقل خوفا من الموسيقى الجديدة، التي كانت في رأيهم خطرا يهدد الكنيسة، من آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية، ومن الفلاسفة اليونانيين القدماء، موقفهم من الموسيقى وعلاقتهم بالدولة. على أن المراسيم المتعددة التي أصدرها رجال الكنيسة في القرن الثالث عشر للحد من تأثير الموسيقى الجديدة، وكذلك الأمر البابوي الذي أصدره البابا يوحنا في القرن الرابع عشر ضد الموسيقى الجديدة التي تخفي عنا اللحن الغنائي الواضح بما فيه من ارتفاعات وانخفاضات بسيطة منظمة؛ كل هذا لم يكن له تأثير دائم؛ إذ إن مجمع ترنتينو
Trent
قد عاد، مرة أخرى، في القرن السادس عشر، إلى بحث مسألة البوليفونية. وكان من الواضح أن الإشراف والرقابة على التعليم والبحث أيسر بالنسبة إلى السلطات الدينية من توقيع جزاءات فعالة على التجديدات الموسيقية الدنيوية التي كانت تقحم في الشعائر الدينية.
Неизвестная страница