Философ и искусство музыки

Фуад Закария d. 1431 AH
166

Философ и искусство музыки

الفيلسوف وفن الموسيقى

Жанры

Oedipus Rex » برهانا عمليا على اعتقاده الجمالي بأن الكلمات ينبغي أن يكون لها قيمتها بوصفها أصواتا فحسب، ويجب ألا تحول انتباهنا عن الموسيقى ذاتها؛ فهو لا يهتم بالمعنى الذهني للنص، وإنما يود أن يشعر السامع بأصوات الأسطر الغنائية وإيقاعاتها فحسب. وهذا بعينه ما فعله إرنست كرينيك

Ernst Krenek (1900م) كما أن شونبرج كان يرى أنه في «كل موسيقى تلحن شعرا، لا يكون لدقة تصوير الحوادث تأثير في قيمتها الفنية تماما، كما أن دقة الشبه بين الشخص وصورته الفنية أمر لا أهمية له.»

ولقد كان لإيجور سترافنسكي تأثير في جيلين من الموسيقيين يفوق في قوته ومداه تأثير كل من فاجنر وديبوسي ؛ فقد كانت موسيقاه، منذ بداية حياته الفنية تتسم بطابع غريب جذاب يرجع إلى تلك الألحان التي كان يقتبسها بحرية من الأغاني الشعبية الروسية. كذلك لم يكن يتردد في الاستعانة بموضوعات لحنية وضعها غيره من المؤلفين الموسيقيين. والواقع أنه يمتاز بقدرة رائعة على إدماج العناصر المقتبسة في مؤلفاته الخاصة، بحيث يصبغها تماما بطابعه الشخصي الخاص. كما أن الطابع الدينامي لموسيقاه، وهو الطابع الذي يرجع أساسا إلى إيقاعاته القوية، كثيرا ما يكون أصله راجعا إلى موسيقى الجاز. وإنه ليبدو من المفارقات أن يقتبس مؤلف موسيقي من غيره على هذا النطاق الواسع، ويظل مع ذلك بقدر كبير من الأصالة وقوة التأثير. والتعليل المرجح لهذه المفارقة هو أن غيره من الموسيقيين يبددون الجزء الأكبر من طاقاتهم في إخفاء ما يقتبسونه، على حين أن سترافنسكي يصرف معظم طاقاته في التصرف بموسيقى الآخرين على النحو الذي لم يمكنهم هم أنفسهم أن يتصرفوا بها، من حيث التطوير الإيقاعي واللحن.

ولقد لقيت المؤلفات الأولى لسترافنسكي من الغضب والثورة ما لم تلقه إلا مؤلفات قليلة في تاريخ الموسيقى؛ ذلك لأن تعدد مقاماته، وتنافراته الجريئة وإيقاعاته البدائية، قد أذهلت سامعيه وحيرتهم؛ فالتنافر عند سترافنسكي، كما كان عند فاجنر وديبوسي، لم يعد قيمة هارمونية تستخدم معبرا بين عمود توافقي وآخر، أو تيسر الانتقال من مقام إلى آخر، وإنما كان التنافر عند هؤلاء الموسيقيين الثلاثة يعني استخدام أي عمود هارموني بأية طريقة ممكنة للحصول على التأثير الموسيقى المطلوب. ولم يكن الإيقاع نبرا صوتيا ثابتا، وإنما كان نبضا حيا لا يظل ثابتا أبدا، بل تتغير سرعته على الدوام. ولم يكن سترافنسكي يفعل في بلاده، وبصورة معدلة، إلا ما فعله كثير من الموسيقيين المبدعين في القرون الماضية لكي يعبروا عن مشاعرهم بالموسيقى. غير أن الفلاسفة والنقاد كعادتهم، لم يتبينوا ذلك على الفور. ولقد كتب الفيلسوف التوماوي

37

جاك ماريتان

Jacques Maritain

يقول بعد عدة سنوات من التفكير: «إنني آسف إذ تحدثت عن سترافنسكي على نحو ما تحدثت؛ فكل ما سمعته كان «طقوس الربيع

Le Sacre de

» وكان ينبغي أن أدرك عندئذ أن سترافنسكي إنما كان يدير ظهره لكل ما نجده مموجا عند فاجنر. ولقد أثبت سترافنسكي منذ ذلك الحين أن العبقرية تحتفظ بقوتها وتضاعفها بتجديدها في الضوء . والواقع أن مؤلفاته ذات التنظيم الرائع، التي تزهو بما لديها من حقيقة، تعلمنا اليوم أعظم درس في العظمة والطاقة الخلاقة، وهي أفضل رد على ذلك الجمود أو التقشف الكلاسيكي الصارم الذي هو موضوع بحثنا؛ فنقاؤه وإخلاصه وقوته الروحية الرائعة هي بالنسبة إلى المنظر الضخم الخداع لبارسيفال أو «التترالوجيا»

Неизвестная страница